341
قال: بما رأيت، قال: مات عُمرُ بْنُ عبد العزيز وخلَّف أحدَ عشر ابْنًا وبلغت تَرِكَتُهُ سبعةَ عشرَ دينارا، كُفِّنَ منها بخمسة، واشترى موضعًا لقبره بدينارين، وأصابَ كلُّ واحدٍ من أولاده ثمانيةَ عشرَ قيراطًا من دينار. . . ومات هشامُ بن عبد الملك فخلَّف أحدَ عشرَ ابْنا أصاب كلُّ واحدٍ من أولاده ألفَ ألفِ دينار، فرأيت رجلًا من أولاد عمر بن عبد العزيز قد حَمَّل في يوم واحد على مِائةِ فَرَسٍ في سبيل الله، ورأيت رجلًا من أولاد هشام على قارعة الطريق يسأل الصدقة. . .
لا تشْكُ إلى غير الله
حدَّث بعضُهم قال: سمعني شُريحٌ القاضي وأنا أشكو بعضَ حالي إلى صديقٍ لي، فأخذ بيدي وقال: يا ابن أخي، إياك والشكوى إلى غير الله ﷿، الصديقُ تُحزنه، والعدو تُشْمِتُه؛ انظر إلى عيني هذه - وأشار إلى إحدى عينيه - وقال: والله ما أبصرْتُ بها شخصًا ولا طريقًا مُنذ خمسَ عشْرةَ سنة، وما أخبرت بها أحدًا إلى هذه الغاية سواك. . .
نبالة ومروءة
حدَّث العَسْجَديُّ قال: جاء رجلٌ إلى أبي إسحاق الكسائيِّ ليلًا فقال: ما جاءَ بك؟ قال: رَكِبني دَيْنٌ، فقال: كم هو؟ قال: أربعمائة دِرهم، فأخرجَ كيسًا فأعْطاه، فلما رجع عنه بكى، فقال له أهله: ما يُبكيك؟ فقال: بكائي أنّي لم أبْحَثْ عن حالِه وألْجَأتُه إلى الذلِّ. . .

2 / 15