Dhail al-Sawa'iq limaho al-Abatil wal-Makharq

Hammoud bin Abdullah Al-Tuwaijri d. 1413 AH
128

Dhail al-Sawa'iq limaho al-Abatil wal-Makharq

ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

Publisher

بدون

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٩٠ هـ

Genres

صفحة ١٠٤ من أن حركة الأرض حول محورها يبلغ من الانتظام والدقة بحيث لا يلحقه خلل ولا تقديم أو تأخير ثانية واحدة في موعدها ولو بعد قرون، وهكذا الباطل لا تجده إلا مختلفا ينقض بعضه بعضا. وأما قوله وعلى هذا الأساس يقول العلماء أن الأرض لابد أن تقف يوما والله أعلم بذلك اليوم، وعند وقوفها يصبح الوجه المقابل للشمس نهارا دائما والوجه البعيد عنها ليلا دائما، وهذا ما أشار إليه الرب ﵎ في كتابه العزيز، وما ذكر الناس به من تعاقب الليل والنهار. فجوابه من وجوه: أحدها: أنه لا ينبغي تسمية أعداء الله باسم العلماء لأن هذه التسمية لا تليق بهم ولا تطابق حالهم، وقد تقدم التنبيه على ذلك قريبا. وقد روى ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ «إذا مُدح الفاسق غضب الرب واهتز لذلك العرش». ومن المعلوم أن اسم العالم والعلماء من أعلى صفات المدح والتعظيم، وعلى هذا فلا ينبغي مدح أعداء الله ولا تسميتهم بأسماء المدح والتعظيم؛ لأن ذلك مما يغضب الرب ﵎ ويهتز له العرش. الوجه الثاني: أن يقال إن الأرض لا تزال واقفة ساكنة منذ أرساها الله بالجبال إلى أن تقوم الساعة فترج رجا كما أخبر الله بذلك في قوله ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ * إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا * وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً﴾ وقال تعالى ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا﴾ وقال تعالى ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً *

1 / 130