161

Desirable Voluntary Prayers

بغية المتطوع في صلاة التطوع

Publisher

دار الهجرة للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

وسنة؛ فلا ثم لا، فكيف وبعضها مخالف للسنة العملية كما سيأتي التنبيه عليه إن شاء الله تعالى؟!
رابعًا: عادات وخرافات لا يدل عليها الشرع، ولا يشهد لها عقل، وإن عمل بها بعض الجهال واتخذوها شرعة لهم، ولم يعدموا من يؤيدهم، ولو في بعض ذلك – ممن يدعي العلم ويتزيى بزيهم.
ثم ليعلم أن هذه البدع ليست خطورتها في نسبة واحدة، بل هي على درجات؛ فبعضها شرك وكفر صريح كما سترى، وبعضها دون ذلك، ولكن يجب أن يعلم أن أصغر بدعة يأتي الرجل بها في الدين هي محرمة بعد تبين كونها بدعة؛ فليس في البدع – كما يتوهم بعضهم- ما هو في رتبة المكروه فقط، كيف ورسول الله ﷺ يقول: "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"؛ أي: صاحبها.
وقد حقق هذا أتم تحقيق الإمام الشاطبي ﵀ في كتابه العظيم "الاعتصام".
ولذلك فأمر البدعة خطير جدًا، لا يزال أكثر الناس في غفلة عنه، ولا يعرف ذلك إلا طائفة من أهل العلم، وحسبك دليلًا عل خطورة البدعة قوله ﷺ: "إن الله احتجر التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته". رواه الطبراني والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" وغيرهما بسند صحيح. وحسنه المنذري. (١)
وأختم هذه الكلمة بنصيحة أقدمها إلى القراء من إمام كبير من علماء المسلمين الأولين، وهو الشيخ حسن بن علي البربهاري من أصحاب الإمام أحمد ﵀ المتوفى سنة (٣٢٩هـ) .

(١) وهو مخرج في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (١٦٢٠)

1 / 175