Delight of Righteous Hearts and Joy of the Chosen Ones

Cabd Rahman Sacdi d. 1376 AH
5

Delight of Righteous Hearts and Joy of the Chosen Ones

بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الوزارة

Publisher

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤٢٣هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

ويدخل في ذلك جميع الوسائل التي يتوسل بها إلى مقاصدها، فإن الوسائل لها أحكام المقاصد، صالحة أو فاسدة، والله يعلم المصلح من المفسد. وأما نية المعمول له: فهو الإخلاص لله في كل ما يأتي العبد وما يذر، وفي كل ما يقول ويفعل، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: ٥] وقال: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر: ٣] وذلك أن على العبد أن ينوي نية كلية شاملة لأموره كلها، مقصودا بها وجه الله، والتقرب إليه، وطلب ثوابه، واحتساب أجره، والخوف من عقابه. ثم يستصحب هذه النية في كل فرد من أفراد أعماله وأقواله، وجميع أحواله، حريصا فيه على تحقيق الإخلاص وتكميله، ودفع كل ما يضاده: من الرياء والسمعة، وقصد المحمدة عند الخلق، ورجاء تعظيمهم، بل إن حصل شيء من ذلك فلا يجعله العبد قصده، وغاية مراده، بل يكون القصد الأصيل منه وجه الله، وطلب ثوابه من غير التفات للخلق، ولا رجاء لنفعهم أو مدحهم. فإن حصل شيء من ذلك دون قصد من العبد لم يضره شيئا، بل قد يكون من عاجل بشرى المؤمن. فقوله ﷺ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» أي: إنها لا تحصل ولا تكون إلا بالنية، وأن مدارها على النية. ثم قال: «وإنما لكل امرئ ما نوى» أي: إنها تكون بحسب نية العبد صحتها أو فسادها، كمالها أو نقصانها، فمن نوى فعل الخير وقصد به المقاصد العليا - وهي ما يقرب إلى الله - فله من الثواب والجزاء الجزاء الكامل الأوفى. ومن نقصت نيته وقصده، نقص ثوابه، ومن توجهت نيته إلى غير هذا المقصد الجليل، فاته الخير، وحصل على ما نوى من

1 / 7