فلما علم دخوله خرج خفية إلى ساحل بقرب من اللحية(1)، فركب البحر ولحق بمكة فأغتاض الظاهر لذلك وأمر أن يقبض أخوه الشهاب العلوي، ويقبض بيوتهم وأموالهم حتى أوقاف مساجدهم فاستجار الشهاب ببعض العرب هناك فقالوا: لا نقدر نجيرك من السلطان، فاستجار بمدرسة أم السلطان بزبيد فأرسل السلطان من قبضه منها، فجيء به صائما حاملا للقرأن على رأسه حتى وقف بين يديه فأمر بضرب عنقه، فقتل لفوره في شهر رجب من سنة ثلاث وثلاثين واستصفى أموالهم.
هكذا ذكره مؤرخ أخبارهم.
وفي سنة خمس وثلاثين قدم على السلطان الشيخ شمس الدين علي بن طاهر بن معوضة بن تاج الدين(2) إلى مدينة تعز. وفي السنة التي بعدها إتفقت الصهورة بين الملك الظافر وبين الشيخ علي بن طاهر، فتقدم الفقيه علي بن محمد الحميري(3) وكيلا للسلطان في زواج إبنة الشيخ طاهر بن معوضة وتقدم معه الأمير عفيف الدين عبدالله بن محمد الشمسي(4) وغيره من الفقهاء.
وفي سنة أربع وثلاثين، خرج عبيد من المحالب -مخالفين- نحو أربعمائة، فافسدوا بلاد الواعظات وغيرها من تهامة ووقع قتل ونهب وسلب(5) وسبي كثير، نساء وأطفال، ووقع غارات من الغز إلى بلاد الواعظات وغيرها، وحرقت قرية الأشراف بني الرديني، وحرق فيها نحو مائة نفس أكثرهم نساء وصغار واشتد الخلاف والغارات على الظافر من الغز والعبيد وغيرهم من سائر العرب.
Page 152