قال مصنف السيرة المهدية: ولم يصح ذلك عندي، ولعله من لطف الله سبحانه وتعالى لعباده ونصر أمير المؤمنين عليه السلام. فلما وجد(1) الخاتم نهضوا بأجمعهم فحطوا من أنبا ما بين درب بليس وبين الماجل المصلول، وعمدوا إلى الدروب فأخربوها وحرقوها ودمروا الأموال والأعناب. فلما بلغ الإمام -عليه السلام- ما هم عليه وقلتهم نهض -عليه السلام- في أيام باقية من شهر رجب المذكور، فلما علم به القوم نهضوا من فورهم فحطوا في ريدة، ونهضوا بعد ذلك إلى الجنات، وسار الإمام -عليه السلام- بالجيوش المنصورة حتى بلغ الظاهر فحط في سر بكيل وأتته القبائل بأجمعها ووصل إليه الأمراء الكبراء أنصار الحق آل يحيى بن حمزة بن أبي هاشم من ذيبين وذروة بالخيل والعدد، ولم يلبث الإمام أن أمر الخيل فأغارت في البون الأعلى فأخذت أغناما كثيرة، وأقام القوم عند قرية الجنات وأقاموا في عمارة [قرية](2) الجنات، وكانوا يخربون القرى في البون ويحملون الأخشاب إليها، وأقاموا على ذلك إلى آخر شهر رمضان. وقد كان الإمام -عليه السلام- قدم صنوه الأمير المعظم أبا المظفر سليمان بن يحيى بن علي بن يحيى[427] بن القاسم في خيل وافرة فحط في قرية المضلعة(3)، ولم تكن تنقطع بينه وبين القوم المغازي والقتال(4).
Page 375