واعلم أن هذا السيد المذكور أولا، أعني السيد المهدي بن تاج الدين -رحمه الله-، قد رجع عما كان عليه وتاب إلى الله تعالى عما سلف منه واعتذر إلى الإمام -عليه السلام- فقبل عذره وصلح حاله، وله مرثية عظيمة في الإمام -عليه السلام- بعد استشهاده.
وقعة الشطبة(1):
لما حط العدو بالكولة هموا بالحرب على ذروة ولا طريق لهم إلا الشطبة، وصور لهم من معهم من المشائخ أهل يناعة صورا فاسدة، فأمر الأمير الكبير شمس الدين لأهل حصونه[422]، ونهض الأمير أسد الدين الرسولي وسائر الأمراء الحمزيين إلا الأمير شمس الدين، فأقام في المحطة فدخلوا وادي الشطبة وشرعوا يخربون دروبها، فأغار أهل ذورة وكان فيها الأمير الكبير أبو المظفر علم الدين سليمان بن يحيى والأمراء آل يحيى بن حمزة في عسكر عظيم من قبائل همدان، ووقع الحرب إلى نحو منتصف النهار، ثم انهزم القوم عن الشطبة هزيمة عظيمة، قتل جماعة من خدم الأمير شمس الدين [أحمد](2) ومن خدم الأمير يحيى بن [الحسن](3) بن حمزة، وراحوا من الشطبة على شر حال.
وأقاموا بعد ذلك أياما قليلة، ثم دخل المتوسط بين أسد الدين وبين الأمراء بذروة على النهوض من الظاهر إلى صنعاء، وعملوا على حيلة، وهو أن مماليك أسد الدين يغضبون ثم يلحقهم الأمير أسد الدين ليردهم، ثم إن مماليك اسد الدين غضبوا وهم جل العسكر، فأظهر أسد الدين الضجر وعاد ليردهم ففهم الأمراء الحمزيون ذلك، وعلموا أنها خدعة فلحقوه بعسكرهم حتى حطوا جميعا ذلك اليوم في ريدة، فطلب الأمراء الحمزيون ذمة لمن معهم من أهل ظفار للرجوع إلى ظفار فأذم لهم الأمراء بذروة، ولم يلبث القوم أن نهضوا إلى صنعاء وكل منهم مضمر للحقد على صاحبه(4).
Page 363