267

واستقرت محطة الأميرين في صعدة، وقد كان هرب عنها من كان مفسدا من الحدادين أهل الدربين [فأمر الأميرين](1) بخراب دور المحاربين، وخرب أهل المعلاة درب النقا(2) بعد نهوض العدو، وقبل وصول الأميرين في حق قتل القاضي الأجل زيدان بن مقبل وجرى من الأميرين الشدة على المفسدين والأدب لمن أدركا منهم، فأحزن ذلك الشيخ (محيي الدين)(3) عطية بن محمد النجراني وكتب إلى الإمام (-عليه السلام-)(4) [كتابا](5)يذكر فيه(6) تشريد أهل المذهب الزيدي، وهدم منازلهم ويعترض على الإمام بما فعله أهل المعلاة، ويذكر تقصيرا في حقه فأجابه الإمام(7) -عليه السلام- بجواب طويل عظيم منه:

أما ما ذكرته الحضرة من تشريد اهل المذهب وتطريدهم وهدم منازلهم فتلك سنة الله من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا، وإنما كانوا مذهبا زيديا وصراطا سويا بالأمس، فأما اليوم فإنه شب عمرو عن الطوق. ألا ترى أن النبي قال: ((سيأتي على الناس زمان يمسي الرجل فيه مؤمنا ويصبح كافرا، ويصبح مؤمنا ويمسي كافرا))(8)، وإنما كان ذلك بالولاء والتبري وإلا فهي ليلة واحدة أو يوم واحد.[420].

ومنه: مع أنا نؤسى الحضرة ونسليها، بأن الدار دخلها العدو الكافر فملكها، ودخلناها عليه عنوة بالسيف فملكناها، فهي للفيء بحكم الله تعالى إلا أن هذا مبني على ما رأيناه(9) وإن خالفنا مخالف في ذلك الرأي حكمنا عليه بمذهبنا .

Page 354