253

قال حدثني من أثق به أنه قال: ما كدنا نمر الجهات المغربية إلا والناس في عزاء وعويل من البرق، وأخذ الناس في الأهبة وأيقنوا بالهلاك، وأنها من الآيات الأخروية -وهذا مع ما وقع في سنة اثنين وثلاثين وسنة أربعين من الأمراض حتى لم يبق من الناس إلا قليل وعمت وما خصت- ثم كانت هذه الصواعق تأتي من السماء إلى الأرض كالنجم ينقض(1).

قال السيد شرف الدين -رضي الله عنه-: ولقد شاهدت بالعينان أمرا لم أر مثله في عمري وهو أن امتحنت النظر إلى جانب من الأرض فرأيت عمودا من نار يتقد من السماء إلى الأرض يكاد يخطف الأبصار فإذا بلغ الأرض ارتكز على الإستقامة ثم وقعت تلك الصاعقة والصوت العظيم وأيقنت أنه أمر يريد الله تعالى أنه يري عباده من عظيم سلطانه، ولقد كانت الصاعقة تخطف روح الواحد من بين الجماعة من غير أثر في بدنه.

قال: أخبرني من شاهدها تأخذ السيف في غمده، تذيب الحديد وتسلم العمود، وتقع في الإمرأة وتذوب الحلي فيها وتسلم، وتأخذ [من](2) في قعر البيوت ويسلم من في أعلاه، فسبحان المقدر الحكيم.

Page 340