وروي أنه -عليه السلام- أعطى في مدة إقامته في الجنات(1) من الخيل نيفا وثمانين ما بين حصان وفرس، فأما الخلع ومطارف الحرير فلم يعرف قدره، ووقف -عليه السلام- في صنعاء يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينفذ الأحكام ويتفقد أمور الأمة، وفي هذه المدة سكنت الحوادث في الأقطار.
ولما استولى -عليه السلام- على حصن براش اضطربت أمور سلطان اليمن يوسف بن عمر بن علي، فأخذ في الإفساد على الإمام من وجه خفي، وأظهر للإمام تجملا وأنه مسرور بحصوله للإمام وما يعلم أنه جرى عليه أعظم من ذلك، فلم يستحسن الإمام -عليه السلام- نقض الصلح حتى كثرت الحوادث من جهة السلطان، وقتل قوما من الأشراف بني سليمان وغير ذلك، وعند ذلك توسط المتوسطون بين الإمام -عليه السلام- وبين أسد الدين فانتظم الأمر بينهما على شروط منها؛ أن أعطاه بلادا منيعة في رداع ورباها وبلاد عنس(2) وشيئا في البلاد الصنعانية وشرط عليه الإمام سلوك السيرة المهدية في العدل وإنفاذ الأحكام الإمامية، وعقد له عند الاستيلاء على اليمن الأسفل بشيء من الحصون والبلاد والمدن ورهن عند الإمام -عليه السلام- ولده وامرأته، فأمر بهم الإمام -عليه السلام- إلى عزان عند الأمير أحمد بن محمد بن حاتم، ووقع الاجتماع بينهما في ذي القعدة من سنة خمسين واجتمع الرأي فيما بينهم على النهوض إلى جهة ذمار.
Page 319