197

[صلح أسد الدين مع المظفر وغدره للإمام]

وتقدم الأمير أسد الدين جهة اليمن وكان المقدم من جهة الإمام -عليه السلام- الأمير فخر الدين عبدالله بن سليمان بن موسى(1) في قريب من المائة الفارس وساروا حتى بلغوا بني ناجي، ومن هناك(2) تتابعت الرسل[والمكاتبات](3) فيما بينه وبين [عمه](4) الملك المظفر ولم يبرح المختلف(5) بينهما حتى انصرم الأمر بينهما على اجتماع الكلمة وحرب الإمام -عليه السلام-، فالتقيا ساعة من النهار(6) وافترقا على أمر قد أتقناه، [ووعده](7) الملك المظفر بإخراج أخيه من السجن. وعند ذلك أظهر ما أبطن، وبان للحاضرين غدره. ثم أعطاه الملك المظفر شيئا من المال وزاده عسكر مع عسكره، ولم يلبث أن نهض قافلا إلى صنعاء لحرب أمير المؤمنين -عليه السلام-، وخالف معه جميع الغز الذين كانوا جندا للإمام وأعطوه مواثيقهم وتركوا أولادهم وحريمهم بصنعاء ينفق عليهم أمير المؤمنين عليه السلام. وكان الناس قد تفرقوا عن الإمام -عليه السلام- من صنعاء، أما الأمير شمس الدين أحمد بن المنصور فنهض إلى ظفار مظهرا أنه يريد تهامة هو ومن يقول بقوله، وفي الباطن خلاف ذلك.

Page 282