وبلغ العلم الى الأمام -عليه السلام- أن الأمير شمس الدين(1) جهز الأمير بدر الدين عبدالله بن الحسن بن حمزة إلى بلاد عمه في بلاد حمير وغيرها؛ لأن الناس لم ينقادوا لهم لما حاربوا الإمام -عليه السلام- وظاهروا الغز، فتقدم الأمير عبدالله بن الحسن إلى بلاد حمير في عسكر كبير فأخرب قارن وحلملم وغيرهما، ثم نزل المغرب إلى جهة حجة، وقد كان قوم من أهل تلك النواحي من بني واشح وغيرهم لزموا موضعا يسمى (الحسكي) غربي حصن ظفر وبنوه وأثاروا الحرب منه، فنزل الأمير عبدالله بن الحسن بن حمزة والأمير أحمد بن يحيى بن حمزة في عسكر عظيم وحاربوا على ذلك الموضع فأخذوه قهرا وأسروا الشيخ المجاهد منصور بن إبراهيم بن حجاج صاحب الظفير وقتلوا جماعة. ثم عاث العسكر في تلك البلاد فأخربوها ونهبوها وهتكوا من(2) الحرم(3)، وفعلوا من الأفاعيل في النسوان ما لا يليق ذكره، وبلغ الخبر إلى الإمام -عليه السلام- في شهر رمضان المعظم، فاغتم غما شديدا وشكى على المسلمين وقال: إن هؤلاء الأمراء لم يبرحوا في المحاولة في المكر بنا حتى نهضنا إلى هذه الجهات، ثم فعلوا معنا ما فعلوا ثم رجعوا عنا وخرجوا لبلاد المسلمين فأخربوها واهتضموا أهلها (وهاهم يستغيثون بنا وهانحن كما رأيتم من سداد هذا الثغر الأعظم ودفع الخطب المهم)(4) فماذا ترون؟.
فأجابوه بالامتثال لما يراه ويصوبه، وكان ذلك في حال تفرق من الناس خصوصا من أهل البلاد الظاهرية لما أعلن الأمراء بنو حمزة بالحرب للإمام -عليه السلام-(5).
Page 249