128

ثم كتب عليه ا لسلام دعوته إلى الناس عموما، فأول من صدرت إليه الدعوة الأمير الكبير(1) المتوكل على الله أحمد بن المنصور بالله -عليه السلام- فلم يتلقها بكل القبول وكان يظهر أنه يحب أن تكون الدعوة من ظفار. ووصل إليه -عليه السلام- العلماء من كل ناحية إلا الشيخ أحمد بن محمد الرصاص ومن تبعه فإنه وصل إلى ظفار وجرى بينه وبين الأمير شمس الدين المتوكل كلام في امتحان الإمام وتعنته في دقائق العلم، ووقف أياما وأجمع رأيهم على صدوره إلى ثلا بعد أن أخذ عليه الأمير المتوكل عهد الله وميثاقه لا بايع في صدوره ذلك حتى يعود إليه. فلما وصل الرصاص إلى ثلا تلقاه الإمام -عليه السلام- بما هو أهله وبرز له في ميدان الامتحان الذي فيه يكرم المرء(2) أو يهان فوجده كاملا فبايع على المنبر وتكلم في مناقبه -عليه السلام-[368] بما سمعه الخاص والعام، وكان يكثر من مدحه ونعته بما هو فيه من الكمال(3) وبلوغ أقصى مراتب الشرف في الحلم والعلم والزهد والورع والفضل والجود، ويحرض الناس على الجهاد بين يديه والمسارعة إليه، وأنشأ كتبا كثيرة إلى الأقطار بذلك؛ منها كتاب طويل بليغ عظيم إلى جيلان(4) وديلمان(5) حوى من فضائل الإمام ومدحه ونعته بما هو فيه من الكمال شيئا كثيرا وبرهانا على أهل الزيغ والنكث واضحا منيرا تركت ذكره لطوله(6).

Page 213