218

Dawla Umawiyya Fi Sham

الدولة الأموية في الشام

Genres

مات يزيد بن عبد الملك مغرما بائسا، وهو من تلك الشبيبة التي يسحرها جمال الحياة وتستهويها بهجة الدنيا فتسير في تيارها غير مبالية بما تأتي به من النتائج، وقد وصفه المسعودي بقوله: «... لا يعرف صوابا فيأتيه ولا خطأ فيدعه»،

39

فخلفه رجال كان من مبادئهم أن لا يتقيدوا ضمن القواعد التي وضعتها الشرائع المقدسة والتقاليد المعروفة، فجعلوا يتبعون فلسفتهم الخاصة في الحياة فلا يفكرون في سهام النقد والملامة التي يسددونها إليهم، وكان من هؤلاء الوليد بن يزيد بن عبد الملك «الوليد الثاني»، وقد لهج هذا الخليفة بالشراب والنساء والصيد، وطلب الندماء والمغنيين فحملوا إليه، وعرف لدى شعبه بالإلحاد واشتهر بالزندقة، فاحتقر المبادئ الدينية الإسلامية ولم يراقب في ذلك أحدا، ويقال: إنه دعا ذات ليلة بمصحف، فلما فتحه وافق ورقة فيها:

واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد * من ورآئه جهنم ويسقى من ماء صديد

40

فقال: أسجعا أسجعا، علقوه، ثم أخذ القوس والنبل فرماه حتى مزقه ثم قال:

أتوعد كل جبار عنيد

فها أنا ذاك جبار عنيد

إذا لاقيت بك يوم حشر

فقل لله مزقني الوليد

Unknown page