266

Al-ḍawʾ al-lāmiʿ

الضوء اللامع

Publisher

منشورات دار مكتبة الحياة

Publisher Location

بيروت

مِنْهُم بالاسكندرية شعْبَان بن جنيبات وَأَجَازَ لَهُ الشاوي واختص بِتَمْر الْوَالِي وَبِغَيْرِهِ من الْأُمَرَاء، وَحج غير مرّة الثَّانِيَة فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَكَذَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ إِلَى موسم سنة أَربع وَتِسْعين، وَدخل الْقَاهِرَة فِي أَوَائِل سنة خمس فدام السّنة الَّتِي بعْدهَا، وتزايد اخْتِصَاصه بِالْملكِ وَصَارَ يبيته عِنْده فِي بعض ليَالِي الْأُسْبُوع مَعَ اخْتِصَاصه قبل ذَلِك بالأتابكي أَيْضا وَبَالغ كل مِنْهُمَا فِي إكرامه واقتفى أثرهما غير وَاحِد كَمَا سَافر لزيارة بَيت الْمُقَدّس ثمَّ دخل مِنْهُ الشَّام وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى مَكَّة فِي موسمها وَلم يلبث أَن أُصِيب فِي مَال غدي عَلَيْهِ وتعددت أملاكه بِمَكَّة وجافى شافعيها مَعَ مزِيد إكرامه وحنبليها وَغَيرهمَا وخالطه كَثِيرُونَ لأطماعه لَهُم بِالْقِرَاءَةِ وَغَيرهَا بِحَيْثُ صَار مِمَّن يرغب ويرهب ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَجرى على عَادَته فِي الطُّلُوع والدوران إِلَى أَن ضعف وَهُوَ الْآن أثْنَاء سنة تسع وَتِسْعين وَلم يزل يظْهر لي زَائِد التودد والتردد بِكُل من البلدين ويوهم مَا لَا يخفى عَليّ وَرُبمَا يَقُول لي إِذا ذَكرتني لأحد فَلَا تصفني إِلَّا بالصلاح دون الْعلم وَكَأَنَّهُ علم كساد سوقه فِي مَعْرفَته لشأنه عِنْدهم على أَنه وأقرأ بِالْقَاهِرَةِ قَلِيلا ثمَّ بِمَكَّة فِي الْفِقْه وَغَيره وَرَأَيْت مِنْهُ استحضارا فِي الْفِقْه وَبَعض مُشَاركَة واستحضارا لكثير من أَحْوَال بعض أَئِمَّة المغاربة وإتقانا فِيمَا يبديه، وتميز فِي الطِّبّ مَعَ مزِيد عقل وخبرة زَائِدَة بمداخلة النَّاس واستجلاب الخواطر بِحَيْثُ صحب مَعَ من أَشَرنَا إِلَيْهِ أكَابِر الْأُمَرَاء والمباشرين فَمن دونهم وَحمد من بَعضهم فِي مخالطته لَهُم ومرابطته مَعَهم وَلسَانه مَحْفُوظ وعقله ملحوظ وَقد تنزل فِي)
جِهَات وقررت لَهُ مرتبات سوى الهوائي.
أَحْمد بن حَامِد. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد.
أَحْمد بن حجي بن مُوسَى بن أَحْمد بن سعيد بن غشم بن غَزوَان بن عَليّ بن مشرف بن تركي الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْعَلَاء أبي مُحَمَّد السَّعْدِيّ نِسْبَة للصحابي عَطِيَّة بن عُرْوَة السَّعْدِيّ الحسباني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو النَّجْم عمر الْآتِي وَيعرف بِابْن حجي بِكَسْر الْمُهْملَة وَالْجِيم الثَّقِيلَة / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد رَابِع الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِظَاهِر دمشق وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وتفقه بِأَبِيهِ ولازمه كَمَا ذكر نَحْو عشْرين سنة وبالشمس بن أبي حسن الْغَزِّي وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَأبي

1 / 269