91

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Genres

لو أن الآنسة بيتسي علمت بأحزانه، أليس من المحتمل أن تسامحه على أنه ولد صبيا؟

إنه لم يعلم حتى أين تعيش الآنسة بيتسي؛ لذا كتب رسالة طويلة لبيجوتي، وسألها فيها سؤالا ثانويا، إن كانت تتذكر أين مكان بيتها؛ وسألها أيضا إن كانت تستطيع أن تقرضه نصف جنيه، وأخبرها أنه يريده بدرجة كبيرة.

جاء رد بيجوتي في الحال، وجاء معه نصف الجنيه، وكثير من عبارات الود، كما جاء معه أن الآنسة بيتسي تعيش في مدينة دوفر، لكنها لم تكن تدري أفي دوفر نفسها أم في هايث ، أم ساندجيت، أم في فوكستون.

بعد ذلك سأل أحد الرجال في المستودع إن كان يستطيع أن يخبره أين تقع هذه الأماكن الثلاثة الأخيرة، وعندما أخبره الرجل أنها جميعا قريبة من بعضها البعض قرر ديفيد أن يغادر إلى دوفر في نهاية ذلك الأسبوع نفسه.

كان ديفيد يقضي لياليه مع السيد والسيدة ميكوبر، ومع اقتراب موعد رحيلهم ازدادت محبة كل منهم للآخر. في يوم الأحد الأخير استضافوه على العشاء؛ وتناولوا خاصرة من لحم البقر، وصلصة التفاح، وحلوى البودينج؛ وأعطى ديفيد هدايا الوداع للأطفال - حصانا منقطا اشتراه للصغير ويلكينز ميكوبر، ودمية للصغيرة إيما.

وقد أمضوا يوما ممتعا للغاية؛ لكنهم شعروا بالحزن بسبب الفراق القادم.

قالت السيدة ميكوبر: «لن أسترجع، يا سيد كوبرفيلد، تلك الفترة التي عانى فيها السيد ميكوبر من عسر مالي، دون أن أتذكرك. لقد كان تصرفك من أرق وألطف ما يكون. إنك لم تكن مستأجرا؛ بل كنت صديقا.»

رد السيد ميكوبر: «إن عزيزي كوبرفيلد يمتلك قلبا يرق لآلام أمثاله من الناس عندما تغشاهم سحب الأزمات، وعقلا يدبر، ويدا ... باختصار، إن لديه موهبة شاملة في بيع الأشياء المتاحة وغير الضرورية.»

كما رجا السيد ميكوبر أن يتذكر ديفيد هذه النصيحة دائما: «الدخل السنوي عشرون جنيها، الإنفاق السنوي تسعة عشر جنيها وتسعة عشر شلنا وستة بنسات، النتيجة سعادة. الدخل السنوي عشرون جنيها، الإنفاق السنوي عشرون جنيها ووستة بنسات، النتيجة تعاسة.»

تأثر ديفيد كثيرا، ووعده بتذكر هذه الوصايا؛ وفي صباح اليوم التالي التقى بالأسرة كلها في مكتب حجز عربة السفر، ثم راح ينظر إليهم خارج المكتب، بقلب حزين، وهم يأخذون أماكنهم في الجزء الخلفي من العربة.

Unknown page