157

Darj al-durar fī tafsīr al-āy wa-l-suwar

درج الدرر في تفسير الآي والسور

Editor

(الفاتحة والبقرة) وَليد بِن أحمد بن صَالِح الحُسَيْن، (وشاركه في بقية الأجزاء)

Publisher

مجلة الحكمة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Publisher Location

بريطانيا

Genres

حاتم (١): إنه اقتصر بالتأكيد الذي في لفظه أول عن تثنية اللفظ وجمعها، كقوله: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ﴾ (٢).
فإن قيل: كيف نهاهم عن أن يكونوا أول كافر به وقد كفرت به قريش من قبلُ (٣)؟ قلنا: المراد به أولَ من كفر من بعدهم متابعًا لهم، كقوله: ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ (٤)، ويحتمل عند حادثة بعينها. ﴿وَلَا تَشْتَرُوا﴾ تختاروا (٥). ﴿بِآيَاتِي﴾ بكتمانِ نعتِ محمَّدٍ وصفته ﴿ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ عَرَضًا يسيرًا مِنَ المأكل والهدايا من أهل اليسار، وقيل: حبّ الرئاسة لأنهم كانوا متبوعين، ولو آمنوا لصاروا أتباعًا. والآيات: علاماتُ خروج نبينا ﵇ في التوراة. والثمن: اسمٌ للبدل في البيع. والقليل ضدّ الكثير.
﴿وَلَا تَلْبِسُوا﴾ ولا تَخلُطُوا، كقوله: ﴿لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ﴾ (٦)، ﴿وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ (٧)﴾ (٨)، ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا﴾ (٩). ﴿الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ﴾ الصدق بالكذب وهو صفة النبي ﵇ بصفة الرجال. ويُحرفون التوراة عن

(١) هو سهل بن محمَّد السجستاني عالم باللغة والقراءات مات سنة ٢٤٨هـ.
(٢) سورة آل عمران: ٩٦.
(٣) أجاب القرطبي عن هذا الإشكال أن المراد بـ ﴿أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ﴾ من أهل الكتاب، وقريش ليسوا من أهل الكتاب.
[القرطبي ١/ ٢٢٨].
(٤) سورة الأنعام: ١٦٣.
(٥) صحّ عن أبي العالية فيما رواه الطبري في تفسيره (١/ ٢٥٣) في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ يقول: لا تأخذوا عليه أجرًا، قال: وهو مكتوب عندهم في الكتاب الأول: يا ابن آدم علِّم مجانًا كما علِّمت مجانًا. اهـ وقيل: معناه لا تبيعوا ما آتيتكم من العلم بكتابي وآياته بثمن خسيس وعرض من الدنيا قليل، وبيعهم إياه: تركهم إبانة ما في كتابهم من أمر محمَّدٍ ﵊ للناس. ومعنى "لا تشتروا" لا تبيعوا لأن مشتري الثمن القليل بآيات الله بائع الآيات بالثمن، فكل واحد من الثمن والمثمن مبيع لصاحبه، وصاحبه به مشترٍ.
(٦) سورة آل عمران: ٧١.
(٧) (بظلم) ليست في (ب) (ي).
(٨) سورة الأنعام: ٨٢.
(٩) سورة الأنعام: ٦٥.

1 / 157