134

al-Daris fi tarih al-madaris

الدارس في تاريخ المدارس

Investigator

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى ١٤١٠هـ

Publication Year

١٩٩٠م

Genres

History
بكرة ويوم الثلاثاء ويستحضر عنده في أبواب العادلية جميع شهود أهل البلد ومن كان له كتاب يثبته حضر واستدعى شهوده فأدوا على الحاكم ويثبت ذلك سريعا وكان يجلس كل يوم جمعة بعد العصر في الشباك الكمالي بمشهد عثمان فيحكم حتى يصلي المغرب وربما مكث حتى يصلي العشاء أيضا وكان كثير المذاكرة للعلم كثير الاشتغال حسن الطريقة لم ينقم عليه أنه أخذ شيئا لأحد وإنما ينقم عليه أنه استناب ولده محمدا التاج ولم يكن مرضي الطريقة وأما هو فكان عفيفا في نفسه نزها مهيبا ودرس بالعمادية توفي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وستمائة ودفن بقاعته بداره بقرب القليجية الحنفية في رأس درب الريحان من ناحية الجامع قبلي الخضراء ولتربته شباك شرقي المدرسة الصدرية الحنبلية التي بجانبها الغربي وقد قال فيه ابن عنين وكان هجاه: ما قصر المصري في فعله ... إذ جعل التربة في داره أراح الأحياء من ريحه ... وأبعد الأموات من ناره وتولى القضاء بعد شمس الدين احمد بن الخليل الخويي١ انتهى ملخصا. ثم درس بها رفيع الدين الجيلي وهو القاضي الرفيع أبو حامد عبد العزيز ابن عبد الواحد بن إسماعيل بن عبد الهادي بن محمد بن حامد الجيلي الشافعي أخذ قضاة الجور وولاه الصالح إسماعيل قضاء دمشق سنة ثمان وثلاثين بعد شمس الدين الخويي مع تدريس الغزالية وكان قاضيا ببعلبك فأحضره إلى دمشق الوزير أمين الدولة غزال٢ الذي كان سامريا فأسلم ووزر للصالح إسماعيل واتفق هو وهذا القاضي وفي أخر الأمر كان سببا في قتله قال الذهبي في تاريخ الإسلام كان فقيها فاضلا مناظرا متكلما متفلسفا رديء العقيدة مغترا وقال في عبره في سنة اثنتين وأربعين وستمائة: وكان بارعا في المعقولات رقيق الديانة قبض عليه في أواخر سنة إحدى وأربعين ثم بعث من ورائه من رماه في هوة بأرض البقاع نسأل الله الستر. وقال أبو

١ شذرات الذهب ٥: ١٨٣. ٢ شذرات الذهب ٥: ٢٤١.

1 / 140