Darb Kalim
ضرب الكليم: إعلان الحرب على العصر الحاضر
Genres
وذكرت الديوان الذي هممت بترجمته من قبل، وهو «جاويد نامه» القصة التي بين فيها إقبال كثيرا من أحوال المسلمين وكثيرا من آرائه وفلسفته أثناء رحلة في الكواكب دليله فيها الشاعر الصوفي الكبير جلال الدين الرومي صاحب المثنوي.
وما ترددت في إيثار جاويد نامه بالترجمة بعد «بيام مشرق»، ولكن صديقا أديبا من محبي إقبال المعجبين به، العارفين بشعره وفلسفته وسيرته، ومن الذين خالطوه كثيرا في حياته، ولم يدخروا جهدا في بيان دعوته والتعريف به؛ اقترح علي ترجمة ديوان آخر.
قال الصديق الأستاذ أحمد برويز: أرى أن تترجم «ضرب كليم»؛ لأنه آخر ما نشر المؤلف وآخر ما نظم إلا ديوان أرمغان حجاز الذي نشر بعد وفاته، وهو، إلى هذا، تتجلى فيه فلسفة إقبال القوية، ودعوته الصريحة، في أمور معينة جعلها في الديوان فصولا، ثم جاويد نامه منظومة واحدة طويلة عميقة يحتاج قارئها إلى زاد كثير من الفلسفة والتاريخ، ولا يتيسر إدراك مراميها إلا لقارئ أوتي حظا موفورا من العلم والأدب، ومترجمها لا يبلغ غايته حتى ينتهي منها؛ على حين أن مترجم ضرب كليم ينهي عملا بترجمة كل قطعة فيه، ويبلغ غاية كلما انتهى من فصل، وهو بعد هذا وذاك، أقل أبياتا، وأيسر كلفة.
وما زال الصديق يوالي الحجج، حتى وافقته على أن أقدم «ضرب كليم» على «جاويد نامه» مؤخرا هذه القصة مرة أخرى، والله المستعان.
3
رأينا أن نجتمع على قراءة الكتاب، واستقصاء معانيه، والتعمق في عباراته وإشاراته، قبل بدء الترجمة.
وتواعدنا أن نجتمع في دار السفارة المصرية من مدينة كراجي، ونوالي الاجتماع كل أسبوع مرتين أو ثلاثا حتى نفرغ من الديوان.
وحرصنا على ألا نتفرق عن مجلس حتى نتفق على موعد المجلس التالي؛ خشية أن تصرفنا الأشغال عن هذه المجالس، وكانت أفئدتنا تهفو إليها، وذكراها تحبب إلينا أن نسارع إليها.
كنت أنا والأستاذ أحمد برويز والأستاذ سيد عبد الواحد مدير الغابات في باكستان، وهو أحد المؤلفين في سيرة إقبال وفلسفته، أركان هذا المجلس، وكان يختلف إلينا إخوان من محبي إقبال منهم من يشهد مجالس متتابعة، ومنهم من يشهد جلسة أو جلستين ثم يغب أو ينقطع، فكانت الحلقة تضيق وتتسع.
وكنا بين الحين والحين ندعو إلى وليمة نستكثر فيها من أعضاء جماعة إقبال في كراجي، وندعو إليها رئيسها الفاضل نذير أحمد وزير الصناعة حينئذ.
Unknown page