وبعد ذاك عاد إلى الدوق، فأخبره بجميع ما كان في تلك الليلة الهائلة بالتفصيل.
وما زالوا يسيرون حتى انتهوا إلى اللوفر فولجوه جميعا، ولما وصلوا إلى قاعة الملك، قال له الكونت: إني مفارقك يا مولاي؛ لأن لي حاجة أقضيها مع أحد الأصحاب في هذا القصر. - ألا تدخل معي إلى جلالته؟ - كلا، بل أنتظرك إلى أن تخرج من عنده.
فدخل الدوق إلى القاعة الملكية، وأخذ الكونت امرأة سانت ليك فأجلسها في إحدى الغرف، وقال لها: انتظريني قليلا ريثما أعود.
فأقامت وحدها في الغرفة وهي ترتعد من الخوف، غير أنها كانت ترى من النافذة المكان الذي ذهب إليه باسي، فكانت تستأنس بمرآه عن وحشتها وتأمن من خوفها.
الفصل الخامس
كيف اجتمعت امرأة سانت ليك بزوجها
أما الكونت فإنه ذهب توا إلى الغرفة المحاذية لغرفة منام الملك، وهو موقن من أن سانت ليك لا بد أن يكون مقيما فيها؛ لأن جلالته يحب أن يكون دائما بالقرب منه ليدعوه إليه في الحال كلما تمكن منه الضجر، الذي كان داؤه العقيم.
وكان يعلم باسي أيضا أن جلالته لا يمكن أن يكون في غرفته؛ لأن أخاه الدوق دانجو قد طلب أن يراه عندما دخل إلى اللوفر، فهو سيكون ولا ريب في قاعة الاجتماع.
ولذا فقد تقدم إلى الغرفة بعزم ثابت وقرع الباب، فخرج إليه حاجب من ضباط القصر.
وقد كان دهشه عظيما عندما رآه؛ لأن جميع من في القصر كانوا يعتقدون أنه قد هلك.
Unknown page