154

Lā dām dī Mūnsūrū

لا دام دي مونسورو

Genres

وصاح مونسورو: إلي أيها الرفاق! اقتلوا الخائن.

فانقض عليهم باسي انقضاض الصاعقة، فجرح العدد الكثير وقتل من قتل، واخترق صفوفهم كما يخترق الرعد سكون الليل، وأبلى بهم البلاء الحسن، ولكن العدد يغلب القوة.

وهكذا فقد كانت المعركة بين كر وفر، فعندما يتكاثرون عليه يتراجع ليؤمن ظهره، ولكن عندما يفتكر بحبيبته وما قد يحصل لها تنتابه قوة غريبة يعاود بها الهجوم ويجبرهم على التراجع.

لقد أصيب إصابات طفيفة في أنحاء جسمه، وكانت هناك إصابة بليغة في كتفه، وعندما أمن أن حبيبته قد أصبحت في مأمن، أخذ يشق طريقه بينهم ليفر من وجوههم، وكان قد قطع شوطا كبيرا، ولم يزل بحاجة إلى نجدة صغيرة؛ لأن بوادر النصر بدأت تلوح له، وبينما يجيل النظر في وجوه أعدائه لاح له من بعيد وجهان لصديقين، ففرح لأن الأمل بالنصر عاد إليه بقوة.

الخاتمة

لكن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن، فهذان الرفيقان اللذان رأى بهما بوادر الخلاص، هب أحدهما لنجدته، والآخر استغل اطمئنان باسي له وغدره فطعنه طعنة نجلاء كانت القاضية على هذا المحارب الشجاع.

أما صديقه الذي هب إلى نجدته فقد جمد الدم في عروقه من هول المفاجأة، وكان نصيبه طعنة قوية، ولكنها لم تكن قاتلة فأغمي عليه وكان قد أصيب باثنتي عشرة طعنة أثناء المعركة.

فما كان من مونسورو إلا أن صافح صديق باسي اللدود، ونظر نظرة ازدراء إلى جسد باسي المضرج بالدماء، وتركه مع صديقه المغمى عليه في أرض المعركة وذهب مع رجاله.

أما بالنسبة إلى ديانا حبيبة باسي، فقد أخذها سانت ليك من يدي طبيب باسي، وأخذ يعدو بها الشارع، وبعد أن ابتعد عن مكان المعركة نظر إليها فوجدها مغمى عليها لهول المفاجأة.

وكان التعب قد أعياه، وفيما هو يفكر ماذا يفعل بها، تراءت له عربة خيل فأوقفها وصعد هو وديانا إلى داخلها، وطلب من السائق التوجه إلى ضواحي باريس، وأودعها هناك عند صديقة له تدعى جان دو بريساك، وطلب منها الاعتناء بديانا، ولهذا فقد تأخر سانت ليك عن الرجوع إلى اللوفر.

Unknown page