97

Dam Wa Cadala

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

Genres

وبقراءة ما بين سطور التاريخ، ساورت الشكوك أرلنجتون في أن هذا الأجنبي الذي له باع في المكر والالتفاف قد زرع نفسه في قلب الحكومة الإنجليزية، وأنه - وإن لم يسبب أي أذى حتى الآن - لم يكن محل ثقة. ومن الأرجح أن ما أثار هذه الشكوك هي مراسلات أولدنبرج المتكررة مع فرنسا وهولندا، بجانب استخدامه لصندوق البريد الموجود في مكتب أرلنجتون. فبإرسال البريد الوارد، كان المكتب يتحمل رسوم البريد ويوفر على أولدنبرج أموالا كثيرة. ولإخفاء هذا، كان يجعل خطاباته الواردة توجه إلى السيد جروبنول وهو عبارة عن إعادة ترتيب ساذجة لحروف اسمه. وكان معظم تلك الخطابات يسلم لأولدنبرج ولم يفتح، وفي مقابل هذه الحرية، كان أولدنبرج يسرب أي معلومات سياسية حساسة في ردوده على ويليامسون.

ففي 24 مارس 1665 (أو 1666) - على سبيل المثال - كان قد تلقى خطابا من المراسل الباريسي أونري جوستيل:

لقد تسلمت كل خطاباتك، فمنذ آخر خطاب تفضلت بكتابته إلي علمت بطبول الحرب التي تدق في إنجلترا. ويبدو أن الحال نفسه سائد هنا؛ فقد استولى الإنجليز على بعض سفننا، وقيل لي إن الملك أخبر الملكة الأم لإنجلترا أن هذا سينتهي بإجباره على إعلان الحرب على إنجلترا.

وبعدها في تلك السنة كتب جوتسيل مرة أخرى يقول:

لم يكن لدي شك قط في أن البرلمان سيوفر وسائل استمرار الحرب؛ لكني أيضا على يقين بأن إنجلترا ستعاني الويلات بسببها. فلا يزال من الممكن أن يقع حدث مزعج لا يمكن لأحد توقعه، والأعداء غير واضحين إطلاقا؛ ومهما بلغت شجاعة المرء، فعندما يواجه مقاومة قوية وعنيدة سيعاني منها. أعترف بأننا خسرنا سفينة قوية؛ لكن لسوء الحظ لم يكن بإمكانها مقاومة سبع من سفنكم هاجموها؛ لم يكن هذا هجوما حاسما - علينا أن ننتظر نهاية الحرب.

4

ويبين خطاب كتبه أولدنبرج وهو في رحلة إلى باريس كيف كان نشيطا في إرسال الأخبار إلى أعلى مناصب في البلاد. كان الخطاب موجها إلى ويليامسون ومكتوبا بالفرنسية، ربما يكون بهدف تقليل عدد القادرين على قراءته في إنجلترا:

لقد دخل التتار بولندا، ودمروا كل شيء بالنار والسيف. ووصلوا إلى لفيف، ومن المقرر أن يجتمع المجلس التشريعي مرة أخرى خلال ثلاثة أشهر. ويخطط مايكل عباسي لشن الحرب على راجوتسكي الصغير. وسوف يمده الأتراك بالجنود. وستكون هذه الحرب مصدر إلهاء وستسهل غزو تلك المقاطعة بمنع الإمبراطور من إرسال جنود إلى فلاندر. «وهنا لا يدور حديث إلا عن السلام والجميع يؤمن بأنه سيتحقق.

شئونك في أمريكا ليست بحال جيدة، ومهما قلت فلتصحبك السلامة. لا يعتقد أحد أنك ستستطيع أن تنفذ حساباتك في أيسولا.»

5

Unknown page