88

Dam Wa Cadala

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

Genres

وفي عام 1919، اقتنص لاندشتاينر وعرض عليه منصب رفيع في معهد روكفلر للبحوث الطبية في نيويورك، حيث واصل عمله ليثبت أن الحياة أكثر تعقيدا من ذلك وأن هناك عديدا من فصائل الدم الأخرى. فقد اكتشف مثلا الفصائل

M

و

N

و

من خلال حقن الدم البشري في الأرانب، حيث تسبب المزج بين دماء أنواع بيولوجية مختلفة في تلك المرة في رد فعل أعنف. وكان اكتشاف هذه المجموعة من استجابات الدم تلك ومفهوم فصائل الدم سببا في فوز لاندشتاينر بجائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب.

نقل الدم غير المتوافق

يمكن لأحد ثلاثة احتمالات أن يقع عند نقل فصيلة دم غير مناسبة: فأحيانا لا يحدث شيء؛ إذ لا يتعرف الجسم في تلك الحالة على هذا الهجوم من الخلايا الغريبة ومن ثم لا يعطي استجابة دفاعية.

أما الاحتمال الثاني فهو تحطم كرات الدم الحمراء المنقولة بنحو فوري ومهدد للحياة. ويحدث هذا عندما ترصد خلايا الدم في جسم المريض خلايا دم غريبة ويستثير ما يعرف بالجهاز المناعي المتمم. والمتمم هو جزيء يلتصق بخلايا الدم الحمراء ويسبب ثقوبا في أغشيتها. وبما أن تركيز المواد الكيميائية داخل الخلايا أعلى من تركيزها في الدم، فإن الماء يندفع عبر الثقوب فتتضخم الخلايا وتنفجر، وتخرج محتوياتها إلى مجرى الدم. عندها يواجه الجسم مهمة كبيرة تتمثل في إزالة هذا الحطام. وعلاوة على ذلك، يمكن لآلية التجلط في الدم أن تخرج عن السيطرة، فتسبب نزيفا حادا من أي نقاط ضعيفة. ويطلق على هذا الوضع التخثر المنتثر داخل الأوعية الدموية المعروف اختصارا باسم دي آي سي. يمكن أن يكون النزيف داخليا فلا يلاحظ، أو يمكن أن يحدث من خلال الجروح القديمة أو في الممرات الأنفية، مما ينتج عنه نزيف الأنف. ويمكن لصدمة الجهاز المتمم أن تكون شديدة وغامرة. لكن في الحالات الأقل سوءا يمكن ألا يستثار الجهاز المتمم بالكامل ولا يفقد الدم سوى ثلث خلايا الدم الحمراء في الساعات الأربع والعشرين الأولى. وفي هذه الحالة يستقر وضع الشخص المتأثر ويتعافى ببطء.

وأما الاحتمال الثالث فهو أن تزال خلايا الدم الحمراء الغريبة على نحو بطيء من مجرى الدم. ولا يتدخل في هذه العملية نظام التعرف على فصائل الدم، بل تضطلع بها خلايا دم بيضاء موجودة خاصة لرصد الخلايا المهاجمة وإزالتها. وفي هذه الحالة، يجري تدمير خلايا الدم المتبرع بها خارج مجرى الدم، إما في الكبد أو في الطحال. وربما يشعر الشخص بالتوعك، لكن الوضع لا يشكل خطرا على حياته.

Unknown page