Dam Wa Cadala
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
Genres
أعز أصدقائي
ريتشارد لوور، الدكتور في الطب، أكسفورد
بالنظر إلى أن لوور أحاط عمله بالسرية لأربعة أشهر أو يزيد، فقد رد على بويل بسرعة كبيرة وتفصيل شديد. فمهما كانت دوافع واليس لهذا الكشف، فالأرجح أن لوور سر بمعرفة أن عمله كان محل نقاش في مقر العلوم الإنجليزية.
أكسفورد، 6 يوليو 1666
صديقي العزيز
لقد وصلني خطابك، واستجابة لطلبك، أقدم لك شرحا مختصرا للطريقة الكاملة لنقل الدم. فلتختر كلبا أو حيوانا ترغب في استخدامه كمانح لإمداد حيوان آخر من النوع نفسه أو من نوع مختلف بالدم، واكشف شريانا في الرقبة وافصله عن العصب الثامن، واكشف منه ما يقرب من طول الإصبع.
رد لوور دون إضاعة وقت في الديباجات وتناول الموضوع مباشرة. وكان العرق الذي تحدث عنه في خطابه هو الشريان السباتي، أما العصب المحاذي له الذي يطلق عليه الآن العصب المبهم فيعرف بالعصب القحفي العاشر. بعد ذلك، تابع لوور وصف الطريقة التي استخدمها عدد لا نهائي من علماء الفسيولوجيا التجريبية على مدار قرون تالية لإدخال أنبوب دقيق إلى الشريان أو الوريد:
اربط حبلا بإحكام حول طرف الشريان من ناحية الرأس؛ لن تحتاج إلى فكه في أي مرحلة من العملية. واربط خيطا آخر على الشريان على مسافة نصف إصبع أسفل الأول، واعقده عقدة متغيرة يمكن تضييقها وتوسيعها حسب الحاجة. وأحدث قطعا صغيرا في الشريان بين الخيطين باستخدام مشرط حاد وأدخل قصبة باتجاه القلب تاركا طرفها معلقا بحرية كقضيب خشبي. ثم أحكم الخيط الثاني وأضف إليه خيطا آخر لضمان الإحكام.
وتابع هذا الجراح الناشئ ليقدم وصفا مفصلا للطريقة التي استخدمها لوضع القصبة في الوريد الوداجي في الحيوان المستقبل للدم. وكان الاختلاف هذه المرة في أنه وضع قصبتين واحدة باتجاه الرأس والأخرى باتجاه القلب. وكانت الفكرة هي أن يفرغ الدم من الدماغ ويدخل الدم الجديد إلى القلب. بعد ذلك يوضع الكلبان معا بحيث تكون رقبتاهما متقاربتين لتقليل المسافة بين القصبتين قدر الإمكان. ووصف لوور عندئذ تجربة التفريغ وإعادة الملء وانتهى محذرا:
لكن لدي تنبيه يا صديقي العزيز وهو أن تثبت القصبات في الأوعية الدموية بأربطة محكمة قبل توصيلها معا، وإلا فإنها ستخرج مع مقاومة الحيوانين وسيتعين عليك أن تبدأ من جديد.
Unknown page