============================================================
فقالوا: هذا يصلح لإرم التي أمرنا بها، فعمدوا فاخذوا بقدر المذي أمرهم من الطول والعرض ثم جطوا ذلك حدودا [167] ثم عمدوا إلى مواضع الأزقة التى فيها الحدود فاجروا فيها الأنهار ووضعوا الأساس من الصخور ومن الجزغ اليمانية(411)، وعبوا عين ذلك الأساس من الوان ما وصف لهم، فلما فرغوا منها وضعوا من الأساس والصخور من الجزع اليمانية وأجرو العيون. وأرسلت الملوك كل ملك ما أمر به؛ فمنهم من أرسل الفضة ومتهم من ارسل اللؤلؤ ومنهم من أرسل التهب ومنهم من أرسل الزيرجد ومنهم من أرسل الياقوت.
فلما فرغوا من بنائها على تلك الصفة، وهى قصور وفوق القصور قصور وغرف وفوق الغرف غرف مبنية بالذهب والفضة والزبرجد وللياقوت التي بعث بها الملوك.
فقال معاوية: يا آبا اسحاق إني حسبت أنهم لقاموا في بنائها زمانا؟
قال: عملوها في ثلاثمائة سنة.
قال معاوية: وكان عيشه كثيرا؟
قال: عاش تسعمائة سنة.
قال: لقد حدثةنا بعجب! فدثا لم سماها الله - جل نكره ارم ذات العماد؟
قال: للذي تحتها من أعمدة للزبرجد والياقوت وغيرها فذلك قول الله - عز وجل: (ارم ذاك الجملد* التيي لم يخلق مثلها فيي البلاد).
444) الجزغ اليماتية: ضرب من العقيق، والجزع اليماني، وهو الذي فيه بياض وسواد تشبه به الاعين، وسمي بذلك لأنه مجزع اي مقطع بالوان مختلفة، واحدته جزعة. ابن منظور: لسان، مادة (جزع) 454/1.
Page 323