يُرِيدُ عَنْ وَسَطِهَا وَهُوَ مَوْضِعُ الْكَلَأِ مِنْهَا.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ: قَالَ: سَرَارُ الْأَرْضِ أَكْرَمُهَا وَأَفْضَلُهَا، وَأَنْشَدَ:
هَلَّا فَوَارِسُ رَحْرَحَانَ هَجَوْتُهُمُ ... عُشَرًا تَنَاوَحَ فِي سَرَارَةِ وَادِي
قَالَ يَعْقُوبُ: وَالنَّبَاتُ يَحْسُنُ فِي السَّرَارَةِ، يَقُولُ: لَكُمْ أَبْدَانٌ وَجَمَالٌ، وَلَيْسَ لَكُمْ خَبَرٌ.
وَذَلِكَ لِأَنَّ الْعُشَرَ خُوَارٌ ضَعِيفٌ، وَالتَّنَاوُحُ: التَّقَابُلُ، وَذَكَرَ الْأَصْمَعِيُّ: أَنَّهُ يُقَالُ: دُورٌ يَتَنَاوَحْنَ، أَيْ يَتَقَابَلْنَ.
وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ:
بِسَرَارَةٍ حَفَشَ الرَّبِيعُ غُثَاءَهَا ... حَوَّاءَ يَزْدَرِعُ الْغَمِيرَ ثَرَاهَا
قَالَ: السَّرَارَةُ، أَكْرَمُ الْوَادِي وَأَفْضَلُهَا، وَفِيهَا نَاعِمُ النَّبْتِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ فِي سِرِّ قَوْمِهِ، وَفِي سَرَارَةِ قَوْمِهِ.
وَقَوْلُهُ: «حَفَشَ» أَسَالَهَا، وَأَخْرَجَ مَا فِيهَا مِنَ الْغُثَاءِ، يُقَالُ: حَفَشَ لَكَ الْوُدَّ، أَيْ أَخْرَجَهُ.
«حَوَّاءُ»: خَضْرَاءُ إِلَى السَّوَادِ مِنْ رَيِّهَا، «يَزْدَرِعُ» يَقُولُ: يَبْقَى فِي هَذِهِ السَّرَارَةِ ثَرًى يُنْبِتُ الْغَمِيرَ بَعْدَ جُفُوفِ الْعُشْبِ، «الْغَمِيرُ»، الْخُضْرَةُ فِي أُصُولِ الْيَابِسِ