Da'if Sunan al-Tirmidhi
ضعيف سنن الترمذي
Publisher
المكتب الاسلامي
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
Publisher Location
بيروت
Genres
ضعيف سنن الترمذي- محمد ناصر الألباني
ضعيف سنن الترمذي
محمد ناصر الألباني
Unknown page
ضعيف سنن الترمذي
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
1 / 2
ضعيف سنن الترمذي ضعف احاديثه محمد ناصر الالباني أشرف على استخراجه وطباعته والتعليق عليه وفهرسته زهير الشاويش بتكليف من مكتب التربية العربي لدول الخليج الرياض المكتب الاسلامي
1 / 3
أذن مكتب التربية العربي لدول الخليج بطبع وتوزيع هذا الكتاب للمكتب الاسلامي حصرا الطبعة الاولى ١٤١١ هـ - ١٩٩١ م المكتب الاسلامي بيروت: ص.
ب: ٣٧٧١ / ١١ - برقيا: اسلاميا - تلكس - ٤٠٥٠١ - هاتف: ٤٥٠٦٣٨ دمشق: ص.
ب: ١٣٠٧٩ - هاتف: ١١١٦٣٧ عمان: ص.
ب: ١٨٢٠٦٥ - هاتف: ٦٥٦٦٠٥ - فاكس: ٧٤٨٥٧٤
1 / 4
بسم الله الرحمن الرحيم بين يدي الكتاب إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
اللهم اجعلنا هداة مهديين، وسدد خطانا، وارحمنا، وكن لنا ولا تكن علينا، يا خير مسؤول.
وأكرم مجيب.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بعثه رحمة للعالمين، بشيرا ونذيرا، وأوحى إليه القرآن ومثله معه.
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وأتباعهم الذين نقلوا إلينا كلامه الطيب، وفعله الجميل، وخلقه السامي، الموحى به قرآنا كريما بقوله تعالى له: (وإنك لعلى خلق عظيم) (١) .
هذه العقائد، والاوصاف، والاخلاق التي ما ابتعد عنها وخالف مضمونها إلا من غضب الله عليهم من الافراد والامم.
أما بعد: فإن من دواعي سروري، أن أذكر ما امتن الله علينا به، من اتمام طبع
_________
(١) سورة القلم، الاية ٤.
(*)
1 / 5
صحاح السنن الاربعة (١) على الوجه الذي تقبله أهل العلم والفضل، وسد ثغرة في خدمة السنة الشريفة المطهرة، في رفع أكثر أحاديث هذه السنن إلى مرتبة الصحة - بصورة تقريبية - حسب تقدير واحد من كبار علماء الحديث في هذا العصر، وما أداه إليه اجتهاده، وهو الشيخ محمد ناصر الدين الالباني.
وقد انتظر المسلمون هذا المشروع الزمن الطويل - بظني - وكان لنا في
سبيله محاولات وجهود كثيرة قديمة وحديثة، ليخرج على الشكل الذي صدر عليه، نحتسبها عند الله الذي لا يضيع عنده مثقال ذرة.
وقدر الله - سبحانه - لمكتب التربية العربي لدول الخليج إخراجه على هذا الشكل الجميل المتقن.
وكان ذلك برأي الدكتور محمد الاحمد الرشيد - المدير السابق - والدكتور علي بن محمد التويجري - المدير الحالي - وجهود الاخوة الافاضل الذين أعانوا وساعدوا على إقرار هذا العمل الكبير، في مختلف مراحل إنجازه.
وأخص منهم بالذكر: الاستاذ الجليل عبد الرحمن بن محمد توفيق الباني، والعالم الكبير الدكتور محمد بن لطفي الصباغ، والحقوقي القدير الدكتور محمد سليم العوا، والاستاذ أحمد جمال عمار، والاستاذ ابراهيم الثابت، وغيرهم ممن قدم خيرا.
كتب الله للجميع الاجر والمثوبة.
وما غاب عن بال أحد منا أن هذا المشروع بحاجة إلى متابعة وتنقيح، سواء في مادته الاولى - التصحيح، والتضعيف - أو في طباعته وتبويبه والتعليق عليه، وفهرسته..الخ وان كل ما يضاف، أو يستدرك أو ينتقد..لا ينقص من أهمية هذا العمل الضخم، لما فيه من الفوائد والمنافع الكثيرة، التي
_________
(١) وقد صدرت كلها - غير أن " صحيح سنن أبي داود " تأخر توزيعه بعد أن تأخر طبعه أيضا لما في الاصل المسلم لنا، من تقصير، ونقص واضطراب.
وقل مثل ذلك عن أصول الضعاف، وبسبب ما اصابنا من حوادث لبنان، كتب الله السلامة للبلاد والعباد.
(*)
1 / 6
سيجدها القارئ الكريم في ثنايا العمل، مما لم يعرض له في المقدمات، ولم يوضح في التعليقات وغيرها.
وعلما منا بأن القارئ لن يفيد شيئا من ذكر ما لقينا من عوائق وعقبات،
فقد ضربت صفحا عن ذكرها.
وخاصة بعد أن يسر الله حلها وتذليلها بفضله وكرمه، ثم بجهود محبي السنة، وخدامها بإخلاص وصدق.
وان مما أثلج صدورنا إقبال الناس من مختلف البلاد على اقتناء النسخ التي صدرت بسرعة تفوق المعتاد - من مثل هذه الكتب الكبيرة - حق أننا اضطررنا لطبع " صحيح سنن ابن ماجه " ثلاث طبعات خلال أشهر قليلة، وقمنا بعد ذلك بزيادة المطبوع من الصحاح الاخرى.
وسيجد الاخ القارئ أننا وضعنا كلمة " صحح أحاديثه " أو " ضعف أحاديثه " بدلا من كلمة (تأليف - محمد ناصر الدين الالباني) وذلك تحقيقا لرغبة الشخ ناصر لانه لا علاقة له سوى بالسطر المكتوب تحت كل حديث.
مثل قوله في الحديث الاول: ضعيف الاسناد.
وقوله في الحديث الثاني: (ضعيف - ابن ماجه ٣٠٨) .
وأما ما أضيف إلى هذا السطر، وجعل بين حاصرتين () فأنه من عملي وعلي تبعته، ومثال ذلك ما أضيف إلى الحديث الثاني: (٦٣، مشكاة المصابيح ٣٦٣، وسلسلة الاحاديث الضعيفة ٩٣٤) .
وفي هذا المجلد الاحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة والشاذة التي استخرجتها من سنن الترمذي.
وجعلتها باسم:
1 / 7
ضعيف سنن الترمذي - ضعف أحاديثه محمد ناصر الدين الالباني استخرجها وأشرف على طباعتها والتعليق عليها وفهرستها
زهير الشاويش وعليه فإن كل عمل من هذه الاعمال هو مني وعلي تبعته، ويلحق بي وحدي ما به من صواب أو خطا.
وليس للشيخ ناصر الالباني، أو غيره شئ منه.
فإن كان على الجادة فبفضل الله.
وإن كان غير ذلك فمن تقصيري وعجزي.
وقد أضفت إليها: ١ - فهرص الموضوعات.
٢ - فهرس أطراف الاحاديث وبعضا من كلمات أواسط الاحاديث، ويشمل أسماء الرواة عن النبي ﷺ.
٣ - فهرس الاثار.
وقد عدلت عن وضع فهارس الالفاظ، والمكررات، والاعلام الواردة في متون الاحاديث، كما كنت فعلت في " ضعيف سنن ابن ماجه ".
أخي القارئ الكريم: أملنا كبير بأن نتلقى منك ما يعيننا على استدراك أي نقص تراه، أو تصحيح خطأ ند عنا لنقوم بتداركه، أو ننتفع به في عمل جديد نقوم به، والمؤمنون بعضهم لبعض نصحة.
والحمد لله رب العالمين.
عمان ١٠ جمادى الاخرة ١٤١٠ = / ١ / ١٩٩٠ ٧ زهير الشاويش
1 / 8
بسم الله الرحمن الرحيم تقديم
بقلم: الدكتور عبد الاحمد الرشيد الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فهذا هو " صحيح سنن الترمذي " الكتاب الثاني من مشروع صحيح كتب السنن الاربعة، نقدمه للناس شاكرين الله ﷿ أن وفقنا وهدانا لهذا، فله الفضل والحمد والمنة.
وقد صدر قبل شهور " صحيح ابن ماجه " و" ضعيف ابن ماجه " وسيصدر بإذن الله قريبا " صحيح النسائي " ويتلوه " صحيح أبي داود " كما سيصدر إلى جانب ذلك " ضعيف الترمذي " و" ضعيف النسائي " و" ضيف أبي داود " سيصدرها المكتب الاسلامي ببيروت بالتعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج، كما أشرنا إلى ذلك في مقدمة " صحيح ابن ماجه ".
1 / 9
وكتاب الترمذي الذي ألفه الامام محمد بن عيسى بن سورة أبو عيسى المولود في قرية بوغ من قرى ترمذ على نهر جيحون سنة ٢٠٩.
سمع من البخاري وغيره، وطؤف في البلاد الاسلامية طلبا للحديث ثم رجع إلى وطنه واستقر فيه.
كان آية في الحفظ والذكاء.
وكان إماما ثقة حجة ورعا زاهدا توفي ببلده سنة ٢٧٩ هـ.
وكتابه يكاد ينفرد من بين الكتب بمنهج خاص وبطريقة فريدة تميز بها.
فقد ذكر العلماء أنه جمع في هذا الكتاب بين طريقة الشيخين: البخاري ومسلم في صحيحيهما: ففيه استنباطات عميقة قيمة تذكر بطريقة الامام البخاري.
وفيه ترتيب دقيق وجمع لاحاديث الباب في موضع واحد وعناية بالفوائد الاسنادية، وذلك يسهل على الباحث الوقوف على الحديث في مكانه، وهذا يذكر بطريقة الامام مسلم.
وذكر العلماء أنه خرج في كتابه الصحيح والحسن والضعيف، وكان يبين درجة الحديث، وللعلماء في تصحيح الترمذي وتضعيفه آراء أشار إليها العلامة الالباني في مقدمته التي يراها القارئ في أول هذا الكتاب.
ومن خصائص كتاب الترمذي أنه جاء بمذاهب الصحابة والتابعين وفقهاء الامصار، فكتابه من الكتب التي تعنى بأدلة الاحكام، وقد سمى الترمذي - في الغالب - مع كل حديث من احتج به من أئمة أهل المذاهب، وذكر - في أحيان كثيرة - ما عارضه به الاخرون.
ومن أجل ذلك كان كتابه من المصادر المهمة لدراسة الخلاف بين مدارس الفقه المختلفة.
1 / 10
ومما تجدر الاشارة إليه أن هذه الفوائد كلها قد أبقينا عليها في " صحيح سنن الترمذي " و" ضعيفه " كما ترى.
وقد قام الاستاذ زهير الشاويش بمراجعة مخطوطة لديه من القرن السابع، وكذلك الطبعات السابقة والشروح واستدرك الكثير جزاه الله خير الجزاء.
هذا وقد بين الاستاذ الالباني المؤلف في مقدمته طريقته في خدمة هذا الكتاب مما يغني عن ذكره هنا.
وغني عن القول أن نقرر ما سبق أن ذكرناه في مقدمة " صحيح ابن ماجه ":
من أن هذا العمل الجليل الذي يعتز مكتبنا بالقيام به، يحمل مسؤوليته العلمية في التصحيح والتضعيف، فضيلة المحدث محمد ناصر الدين الالباني وحده، وهو الرجل الذي سلخ من عمره أكثر من خمسين عاما في الاشتغال بالحديث النبوي الشريف دراسة وتدريسا، وتأليفا وتحقيقا.
ولا يسعني في ختام هذه الكلمة إلا أن أشكر للاستاذ الالباني جهده الطيب، وللاستاذ زهير الشاويش عنايته البالغة في إخراج هذا العمل العلمي على الصورة الجيدة التي يراها القارئ.
وأسال الله ﷿ أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه، وأن يستعملنا في طاعته والحمد لله رب العالمين.
الدكتور محمد الاحمد الرشيد المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض
1 / 11
مقدمة الشيخ محمد ناصر الدين الالباني بسم الله الرحمن الرحيم حمدا لله، وصلاة وسلاما على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم إلى يوم الدين.
أما بعد، فقد انتهيت مساء الخميس العاشر من شهر ذي القعدة سنة ١٤٠٦ هـ من المشروع الثاني الذي كلفت به من طرف مكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض، ألا وهو: " تحقيق سنن الترمذي "، وتمييز صحيحه من ضعيفه.
وقد جريت فيه على المنهج الذي كنت جريت عليه في المشروع الاول:
" تحقيق سنن ابن ماجه " والتزمت فيه الاصطلاح الذي التزمته هناك وبينته في مقدمته، فلا داعي لاعادة بيان ذلك هنا.
ولكن لا بد لي من التنبيه في هذه المقدمة على بعض الامور تبصيرا وتنويرا: أولا: سيرى القراء تحت كثير من الاحاديث الاحالة في بيان مراتبها إلى ابن ماجه، كمثل قولي في الحديث الخامس مثلا: (صحيح - ابن ماجه ٢٩٨ (١): ق) .
(١) (هذا رقم ابن ماجه العام الذي يشمل صحيح ابن ماجه وضعيفه وهي الطبعة القديمة.
والحديث هو في طبعتنا الجديدة " صحيح سنن ابن ماجه - باختصار السند " تحت الرقم (٢٤٣ - ٢٩٨» .
- زهير -.
1 / 13
فإنما فعلت ذلك اختصارا، وتوفيرا للوقت، وتحاشيا للتكرار، فإنك لو رجعت إلى الرقم المشار إليه في " ابن ماجه لوجدت تحت الحديث نفسه ما نصه: (صحيح) - الارواء ٥١، صحيح أبي داود ٣، الروض ٧٦: ق.
فاستغنيت بتلك الاحالة إلى " ابن ماجه " عن نقل مثل هذا النص مرة أخرى، وقد يطول أحيانا ويقصر، حسب كثرة المصادر المذكورة في تخريج الحديث أو قلتها.
ثانيا: وسيرون أحاديث أخرى لم تخرج مطلقا، وإنما ذكرت مراتبها فقط، وذلك لانني لم أعثر عليها في تلك الكتب، وقد يكون بعضها في بعضها، فكان لا بد من الحكم عليها من أسانيدها في " سنن الترمذي " فقط، كما فعلت بهذا النوع من أحاديث " سنن ابن ماجه ".
وقد عبرت عن تلك المراتب بما يلي: الاولى: " صحيح - أو حسن الاسناد ".
والثانية: " ضعيف الاسناد.
وهما مفهومتان واضحتان.
والثالثة: " صحيح "، أو " حسن ".
أي لغيره مما هو خارج الترمذي من المتابعات أو الشواهد.
وقد أضيف إلى هذه فأقول: "..بما قبله ".
أي بالشاهد أو المتابع الذي قبله.
وتارة أقول: " صحيح.
انظر ما قبله ".
1 / 14
أي هو مخرج تحت الذي قبله.
ثالثا: وهناك أحاديث قليلة ساق الترمذي أسانيدها وأحال في متونها على ما قبلها بمثل قوله: "..منكر " كالحديث (٢٦) مثلا، وقوله: "..نحوه " كالحديث (٢٢٦) (١)، فقد بيضت لهذا النوع من الحديث ولم أكتب تحتها شيئا على الاغلب، اكتفاء بما قبلها، ولان المشروع خاص بمتون الاحاديث، وليس بأسانيدها إلا ما لا بد منها لمعرفة مراتب متونها.
رابعا: من المعلوم عند الدارسين من العلماء لكتاب " سنن الترمذي " أن أسلوبه فيه يختلف كثيرا عن سائر الكتب الستة، ومن ذلك أنه يعقب كل حديث - على الغالب - بالكلام عليه تصحيحا، وتحسينا، وتضعيفا، وهذا من محاسن كتابه، لولا تساهل عنده في التصحيح عرف به عند النقاد من علماء
الحديث قد نبهت عليه في كثير من كتبي، ولذلك فإني لا أقلده في شئ من ذلك، وإنما أحكم بما أداني إليه بحثي ونقدي، ولذلك استطعت - بفضل الله وحده - أن أنقد كثيرا من أحاديث الكتاب التي ضعفها المؤلف أو أعلها بإرسال أو اضطراب أو غيره، ورفعتها إلى مصاف الاحاديث الصحيحة أو الحسنة، مثل الاحاديث المرقمة ب (١٤ و١٧ و٥٥ و٨٦ و١١٣ و١١٨ و١٢٦ و١٣٥ و١٣٩)، وهي كلها في " كتاب الطهارة " فقط من " سنن الترمذي "، وفي كتبه الاخرى أمثلة كثيرة أخرى، وفيما ذكرنا كفاية، وبذلك نزلت نسبة الاحاديث الضعيفة منه، والحمد لله.
وأما الاحاديث التي حسنها هو، ورفعتها إلى الصحة بالنقد العلمي، وتتبع
_________
(١) (بعد تقسيم الكتاب، لم يعد لامثالها مكان في " صحيح سنن الترمذي - باخنصار السند - " وبعضها احتفظت برقمها فقط في هذا الكتاب " الضعيف " أو بينت أمرها في حواشي " الصحيح " والشيخ ناصر لم يبين لنا رأيه عند تسليم الاصل، وهذه المقدمة وصلت بعد أن تم تنضيد الكتاب للطبع) (*) .
1 / 15
المتابعات والشواهد، فحدث عنها ولا حرج، وسيراها القراء في كثير من الكتب والابواب بإذن الله ﵎.
ولكن مقابل هذه الاحاديث أحاديث أخرى قواها المؤلف ﵀، وهي في نقدي ضعيفة الاسانيد لا جابر لها، بل بعضها موضوع، ولا بأس من الاشارة إليها بأرقامها مما جاء في كتاب " الطهارة " و" الصلاة " فقط: (١٢٣ و١٤٥ و١٤٦ و١٥٥ و١٧١ (وهذا موضوع) و١٧٩ و١٨٤ و٢٣٣ و٢٤٤ و٢٥١ و٢٦٨ و٣١١ و٣٢٠ و٣٥٧ و٣٦٦ و٣٨٠ و٣٩٦ و٤١١ و٤٨٠ و٤٨٨ و٤٩٤ و٥٣٤ و٥٥٦ و٥٥٧ و٥٦٧ و٥٨٣ و٦١٦) .
هذا ومن عادة الترمذي ﵀ في " سننه " أن يقول عقب حديث الباب غالبا: " وفي الباب عن علي وزيد بن أرقم وجابر وابن مسعود " ونحو ذلك.
وتارة يعلق الحديث على الصحابي ولا يسوق إسناده إليه، فهذا النوع والذي قبله، لم أعن بتخريجه، لانه يتطلب وقتا طويلا لا يتسع له هذا المشروع الآن.
(تنبيه هام): لقد اشتهر كتاب الترمذي عند العلماء باسمين اثنين: الاول: " جامع الترمذي ".
والآخر: " سنن الترمذي ".
وهو بالاول أكثر وأشهر، وبه ذكره الحفاظ المشهورون، كالسمعاني، والمزي، والذهبي، والعسقلاني، وغيرهم.
إلا أن بعضهم - من المصنفين وغيرهم - أضافوا إلى الاول لفظة " الصحيح "
1 / 16
فقالوا: " الجامع الصحيح " منهم كاتب جلبي في كتابه " كشف الظنون "، فذكره بهذا الاسم بعد أن أطلقه على " صحيح البخاري " و" صحيح مسلم " وهما حريان بذلك لالتزامهما الصحة فيهما بخلاف الترمذي، ومن العجيب أن يتبعه في ذلك العلامة أحمد شاكر، فيطبع الكتاب بهذا العنوان: " الجامع الصحيح " وهو سنن الترمذي! مع أنه حققه تحقيقا علميا نادرا، وانتقده في كثير من أحاديثه، وسلم له بتضعيف بعضها.
ثم قلده في ذلك بعض الناشرين للكتاب ترويجا للبضاعة، مثل دار الفكر في بيروت على سبيل المثال " (١):
وذلك غير صحيح عندي من وجوه: الوجه الأول: أنه خلاف ما جرى عليه الحفاظ كما ذكرت آنفا، وخلاف شهاداتهم فيه ثانيا كما يأتي قريبا.
الثاني: قال الحافظ ابن كثير في " اختصار علوم الحديث " (ص ٣٢): " وكان الحاكم أبو عبد الله والخطيب البغدادي يسميان " كتاب الترمذي ": " الجامع الصحيح "، وهذا تساهل منهما، فإن فيه أحاديث كثيرة منكرة ".
الثالث: أن صنيع المؤلف فيه ينفي تلك التسمية نفيا باتا، فإنه قد روى فيه عشرات الأحاديث مصرحا بعدم صحتها، كاشفا عن عللها، تارة بضعف بعض رواتها، وتارة باضطرابها، وأخرى بإرسالها، كما سيرى القراء ذلك في كتابه إن شاء الله تعالى، وكان ذلك تنفيذا منه لمنهج وضعه للكتاب، أبان عنه في
_________
(١) لو أن الشيخ ناصر الدين اتخذ طبعة العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر ﵀ أصلا، لكان عمله الأحسن والأجود، ووفر على نفسه وعلينا وعلى الناس الكثير من الجهد والتعب.
وقد أشرت في بعض الحواشي إلى ما في نسخة الشيخ ناصر من الخطا والتحريف.
(*)
1 / 17
" كتاب العلل " المطبوع في آخره (١)، فقال ما مختصره: " وإنما حملنا على ما بينا في هذا الكتاب (الجامع) من علل الحديث ما رجونا فيه من منفعته الناس، وأنا قد وجدنا غير واحد من الأئمة تكلموا في الرجال وضعفوا ".
الرابع: أن هذا الاسم: " الجامع " هو المناسب لواقع الكتاب من جهة أخرى غير ما تقدم، وهي أنه جمع كثيرا من الفوائد والعلوم التي لا توجد في كتاب شيخه البخاري: " الجامع الصحيح " وغيره من كتب السنة، وقد أشار
إلى شئ من هذا الحافظ الذهبي، فقال ﵀ في " سير أعلام النبلاء " (٣ / ٢٧٤): " قلت: في " الجامع، علم نافع، وفوائد غزيرة، ورؤوس المسائل، وهو أحد أصول الاسلام، لولا ما كدره بأحاديث واهية بعضها موضوع، وكثير منها في الفضائل ".
وقد أوضح ذلك الامام أبو بكر بن العربي في أول شرحه على " الترمذي " فقال: "..وفيه أربعة عشر علما، وذلك أقرب إلى العمل وأسلم: أسند، وصحح، وضعف، وعدد الطرق، وجرح، وعدل، وأسمى، وأكنى، ووصل، وقطع، وأوضح المعمول به، والمتروك، وبين اختلاف العلماء في الرد والقبول لاثاره، وذكر اختلافهم في تأويله.
وكل علم من هذه العلوم أصل في بابه، وفرد في نصابه، فالقارئ له لا يزال في رياض مونقة، وعلوم متفقة منسقة، وهذا شئ لا يعمه إلا العلم الغزير، والتوفيق الكثير، والفراغ والتدبير ".
_________
(١) وقد وضعت كتاب " العلل " في آخر هذا المجلد " ضعيف سنن الترمذي " وذلك بعد مقابلته على المخطوطات المتوفرة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات - ز -.
(*)
1 / 18
فإن قيل: ينافي ما ذكرته ما جاء في ترجمة الامام الترمذي في " تهذيب التهذيب ": " وقال منصور الخالدي: قال أبو عيسى: صنفت هذا الكتاب - يعني المسند الصحيح - فعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان، فرضوا به ".
فأقول: كلا، وبيان ذلك من وجوه: الاول: أن قوله: " يعني المسند الصحيح " ظاهر أنه ليس من الترمذي نفسه، وإنما هو تفسير من الراوي، ولعله منصور الخالدي، وإذا كان كذلك فلا قيمة له.
لانه في أحسن أحواله يكون قوله مثل قول الحاكم والخطيب وقد رده ابن كثير كما سبق، هذا لو كان الخالدي ثقة مثلهما، فكيف به وهو هالك، كما يأتي بيان ذلك.
الثاني: أن سياق " التهذيب " مخالف لسياق " التذكرة " و" سير أعلام النبلاء "، فإنه فيهما بلفظ: " يعني (الجامع) "، لم يقل: " المسند الصحيح "، وقوله: " المسند " شذوذ آخر، لان " المسند " ليس مرتبا على الابواب الفقهية كما هو معروف في اصطلاح المحدثين.
الثالث: أنه لا يصح نسبة هذا القول إلى الترمذي.
ولو فرض أنه منه، لسببين اثنين: الاول: أن الراوي له عنه متهم، وهو منصور بن عبد الله أبو علي الخالدي، وقد اتفقوا على توهين أمره، وهذا ما وقفت عليه من أقوالهم: ١ - قال الخطيب في " تاريخ بغداد " (١٣ / ٨٤ - ٨٥): " حدث عن جماعة
1 / 19
بالغرائب والمناكير ".
٢ - وقال أبو سعد الادريسي: " كذاب لا يعتمد على روايته ".
رواه الخطيب عنه.
٣ - وقال السمعاني في " الانساب ":
" بلغني أنه كان يدخل الاحاديث الموضوعة في أصوله وقت الكتابة ويدخلها على الشيوخ ".
٤ - وقال ابن الاثير في " اللباب ": " روى عنه الحاكم أبو عبد الله، وهو من أقرانه، وهو ليس بثقة ".
قلت: من المعلوم أن " اللباب " مختصر " أنساب السمعاني " إلا فيما استدركه عليه، وليس هذا من هذا القبيل، لانه في " الانساب " أيضا، لكن دون قوله: " وهو ليس بثقة "، فالظاهر أنه سقط من النسخة الاوربية المصورة، والله تعالى أعلم.
٥ - أنه لو سلم النص المتقدم من هذا الراوي المتهم، فلا يسلم من الانقطاع بينه وبين الامام الترمذي، لبعد المسافة بينهما، فقد مات الاول سنة (٤٠٢)، والترمذي سنة (٢٧٦)، فبين وفاتيهما (١٢٦) سنة، فبينهما واسطتان أو أكثر، فهو معضل.
والاخر: أن النص المذكور له تتمة تؤكد براءة الترمذي منه، ولفظها عند الذهبي في كتابيه السابق ذكرهما: "..ومن كان في بيته هذا الكتاب - يعني الجامع - فكانما في بيته نبي يتكلم ".
1 / 20