20

Dafc Shubah Tashbih

دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه

Investigator

حسن السقاف

Publisher

دار الإمام النووي

Edition Number

الثالثة

Publication Year

1413 AH

Publisher Location

الأردن

ثم قد أخبر أنه نفخ فيه من روحه ولم يرد إلا الوضع بالفعل والتكوين والمعنى نفخت أنا ويكفي شرف الإضافة إذ لا يليق بالخالق جل جلاله سوى ذلك لأنه لا يحتاج أن يفعل بواسطة فلا له أعضاء وجوارح يفعل بها لأنه الغني بذاته فلا ينبغي أن يتشاغل بطلب تعظيم آدم مع الغفلة عما يستحقه الباري سبحانه من التعظيم والتنزيه بنفي الأبعاض والآلات في الأفعال لأن هذه الأشياء صفة الأجسام وقد ظن بعض البله أن الله يمس حتى توهموا أنه مس طينة آدم بيد هي بعض ذاته وما فطنوا أنه من جملة مخلوقاته جسما يقابل جسما فيتحد به ويفعل فيه ومن السحر من يعقد عقدا فيتغير به الشيء حالا وصفة أفتراه سبحانه جعل أفعال الأشخاص والأجسام تتعدى إلى الأجسام البعيدة ثم يحتاج هو في أفعاله إلى معاناة الطين

وقد ورد قول من قال هذا بقوله تعالى

﴿إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون

آل عمران 59

4 ومنها قوله تعالى

﴿ويحذركم الله نفسه

آل عمران 28 وقوله تعالى على لسان عيسى

﴿تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك

المائدة 116

قال المفسرون ويحذركم الله إياه

وقالوا تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك

قال المحققون المراد بالنفس ها هنا الذات ونفس الشيء ذاته وقد ذهب القاضي أبو يعلى المجسم إلى أن لله نفسا وهي صفة زائدة على ذاته

قلت وقوله هذا لا يستند إلا إلى التشبيه لأنه يوجب أن الذات شيء والنفس غيرها وحكى ابن حامد المجسم أعظم من هذا فقال ذهبت طائفة في قوله تعالى

﴿ونفخت فيه من روحي

الحجر 29 إلى إن تلك الروح صفة من ذاته وأنها إذا خرجت رجعت إلى الله تعالى

قلت وهذا أقبح من كلام النصارى فما أبقى هذا من التشبيه بقية

Page 117