Dacwa Lil Falsafa
دعوة للفلسفة: كتاب مفقود لأرسطو
Genres
قد أنتجت لغرض ما، فعندما يتم بناء سفينة لنقل البضائع عن طريق البحر يكون الهدف المقصود من بنائها قد قدم بالفعل. (ب16) إن جميع الكائنات الحية أو (على الأقل) أفضلها وأرفعها قدرا قد نشأ عن الطبيعة وفي تطابق مع الطبيعة، ولا معنى للاعتراض على هذا بأن أغلب الحيوانات قد نشأ ضد الطبيعة، أي للإفساد وإلحاق الأذى والضرر. إن أسمى الكائنات الحية (التي تعيش على الأرض) هو الإنسان، وهذا يدل بوضوح على أنه قد نشأ نشأة طبيعية وفي تطابق مع الطبيعة؛ (ب17) فإذا كان الهدف دائما أفضل من الشيء (إذ إن كل شيء يكون - أو ينشأ - من أجل الهدف، كما أن ال «لماذا»
47
هي الأفضل على الدوام بل تفوق جميع الأشياء في الفضل)، وإذا كان الهدف المطابق للطبيعة هو آخر ما يتوصل إليه في مجرى الكون الطبيعي
48
عندما يسير هذا سيرا متصلا نحو الكمال،
49
وإذا سلمنا إلى جانب هذا بأن الجسد هو أول ما يبلغ الكمال عند الإنسان، ثم يأتي بعده ما يتعلق بالنفس، وإن كمال الأفضل بالنسبة للكون (النشوء) إنما يأتي على نحو من الأنحاء دائما فيما بعد، وإذا سلمنا بعد هذا بأن النفس تنشأ متأخرة عن الجسم،
50
وأن آخر ما ينشأ من «ملكات» النفس هو ملكة العقل؛
51 «إذ إننا نلاحظ أن هذه الملكة هي بطبيعتها آخر ما يتكون عند الإنسان؛ ولهذا كانت هي الخير الوحيد الذي تطمح الشيخوخة إلى امتلاكه.» إذا سلمنا بهذا كله تبين لنا أن ملكة العقل بحسب طبيعتها هي هدفنا، وأن استخدامها هو الغاية الأخيرة التي من أجلها نشأنا، وإذا صح القول بأننا قد وجدنا
Unknown page