أوه! أوه! ما هذا الشذى الكريه؟ (ويتقدم نحو سيرانو، وينظر إلى أنفه) : لا شك عندي يا سيدي في أنك قد عطست، وإلا فما هذه الريح التي انتشرت في كل ناحية؟!
سيرانو (يضربه على أم ناصيته) :
يا لها من رأس صنمة! (الجميع يغرقون في الضحك، ويلوح السرور في الوجوه؛ إذ رأوا سيرانو شجاعهم المعهود قد عاد إلى نفسه كما كان، يقفزون ويتشقلبون في الهواء.)
الفصل الثالث
المشهد - في دار روكسان
دار روكسان في حي (ماربه) بباريس، ذات بستان تكسو جداره الأغصان الناضرة غطاء من سندس بهيج، وطلع نضيد.
شرفة ونافذة فوق الباب، ومتكأ قد وضع عن كثب منه، ومن السهل أن يصل الإنسان إلى الشرفة إذا هو تسلق المتكأ أو من الأحجار الناتئة في الجدار.
وقبالة دار روكسان دار تشابهها في طراز بنائها، وشكل عمارتها، ولا تختلف عنها إلا في أن لباب الدار المناوحة مطرقة، أو حلقة ملففة بقماش كأنها إبهام جريح مضمودة.
مصراعا الشرفة في دار روكسان مفتحان، والمساء موشك أن يؤذن، وقد توارت الشمس بالحجاب في يوم قريب من العهد الذي جرت فيه الحوادث الماضية.
عند رفع الستار تشاهد الوصيفة جالسة على هذا المتكأ وراجينو واقفا إلى جانبها يروي لها قصته، وقد ارتدى شيئا يشبه الفوطة، وراح يجفف دموعه.
Unknown page