283

Cuyun Tafasir

عيون التفاسير للفضلاء السماسير للسيواسي

Genres

وكفرهم (فإنك أنت العزيز) أي القادر على الانتقام من العاصي (الحكيم) [118] في فعلك من الإثابة والعقوبة، فانك لا تفعل شيئا إلا عن حكمة وصواب، لأن المغفرة حسنة لكل مجرم في العقل «1» وإن لم يكن في الشرع.

[سورة المائدة (5): آية 119]

قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم (119)

(قال الله) مخبرا عن كلامه لعيسى بالسؤال الذي تقدم ذكره (هذا) أي هذا الكلام الذي بيني وبين عيسى واقع (يوم ينفع الصادقين صدقهم) بالنصب ظرف للخبر المحذوف ل «هذا»، وبالرفع «2» خبر «هذا»، ولم يبن لإضافته إلى معرب، أي هذا اليوم يوم ينفع الصادقين صدقهم المستمر بهم «3» في الدنيا والآخرة كصدق عيسى وغيره من الأنبياء والمؤمنين (لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم) بصدقهم وطاعتهم (ورضوا عنه) بالمغفرة وإدخالهم الجنة برحمته (ذلك) أي الثواب المذكور (الفوز العظيم) [119] أي الظفر الكبير للمؤمنين الصادقين.

[سورة المائدة (5): آية 120]

لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير (120)

(لله ملك السماوات والأرض وما فيهن) من الخلق، ف «ما» عام، يتناول العقلاء وغيرهم من الأجناس كلها، فهو الأحق بالألوهية والعبادة له وحده لا كما زعم المشركون أن عيسى إله أو ابن الإله (وهو على كل شيء قدير) [120] من الإيجاد والإعدام كما يشاء، وخلق عيسى بنفخ الروح من غير أب كخلق آدم بلا أب وأم.

Page 302