المجلد الأول
مقدمة
...
شكر وتقدير
إنه بعد أن أكرمني الله ﷿ بإنهاء هذا البحث، لا يسعني إلا أن أشكر الله ﷾ على نعمه الغفيرة، وفضائله، وأحمده حمدًا كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه. سبحانك لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، لا إله إلاأنت نستغفرك ونتوب إليك، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا راد لما قضيت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
وأتوجه بعد ذلك بخالص شكري وتقديري لهذه الجامعة الإسلامية المباركة، التي ربتني طيلة السنوات الثماني عشرة الماضية، تنقلت خلالها في جميع المراحل التابعة لها؛ ابتداءً بشعبة تعليم اللغة العربية، وانتهاءً بالدكتوراة. أسأل الله تعالى أن يحفظها من جميع مكائد أعداء الأمة الإسلامية، ويجعلها دومًا قلعةً للدعاة إلى دينه القويم.
ثم أشكر جميع القائمين عليها، الذين يسهرون على خدمة أبناء المسلمين، وعلى رأسهم معالي مديرها؛ فضيلة الدكتور/ صالح بن عبد الله العبود، وفضيلة الدكتور/ عبيد بن عبد الله السحيمي، عميد كلية الدعوة وأصول الدين، وفضيلة الدكتور/ صالح بن سعد السحيمي، رئيس قسم العقيدة في الجامعة.
كما أتوجه بخالص شكري إلى أستاذي وشيخي فضيلة الدكتور/ أحمد بن مرعي العَمري، المشرف على هذه الرسالة، والذي رافقني في هذا الدرب الطويل؛ فوجدته خير المعين بعد الله ﷾، والناصح الأمين. أسأل الله تعالى أن يكون جهدي فيه خالصًا لوجهه، ويجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون.
وأخيرًا أتوجه بشكري وتقديري إلى أستاذي فضيلة الدكتور/ صالح بن فوزان
1 / 5
ابن عبد الله الفوزان، وفضيلة الدكتور/ محمد بن خليفة التميمي، واللذين تقبلا مناقشة هذه الرسالة وتقويمها. فجزا الله الجميع عني خيرًا، وأحسن مثوبتهم.
وأسأل الله أن يديم نعمة الأمن والإيمان على هذه البلاد، ويوفق ولاتها لما فيه عز الإسلام والمسلمين، ويحفظ لهم مقدساتهم. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 / 6
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِّينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (١) .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًَا﴾ (٢) .
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِّينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًَا عَظِيمًَا﴾ (٣) (٤) .
_________
(١) سورة آل عمران، الآية (١٠٢) .
(٢) سور النساء، الآية (١) .
(٣) سورة الأحزاب، الآيتان (٧٠-٧١) .
(٤) هذه الخطبة مروية في السنن الأربعة وغيرها، وهي تعرف بخطبة الحاجة. انظر: سنن أبي داود، للإمام أبي داود بن الأشعث السجستاني، ومعه كتاب (معالم السنن) للخطابي، تعليق عزت عبيد الدعاس، طبعة دار الحديث، بيروت، ط/١، ١٣٩٤هـ، ٢/٥٩١، النكاح، باب في خطبة النكاح. سنن الترمذي، لمحمد بن عيسى بن سورة، (ت٢٩٧هـ) تحقيق، أحمد محمد شاكر، ط/١، ١٤٠٨هـ، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ٣/٤١٣، النكاح، باب ما جاء في خطبة النكاح. سنن النسائي بشرح السيوطي، مع حاشية الإمام السندي، دار الحديث بالقاهرة، ١٤٠٧هـ، ١٩٨٧م، ٣/١٠٤-١٠٥، الجمعة، باب كيفية الخطبة. وأخرجه ابن ماجه (ت٢٧٣هـ) في سننه بتحقيق، محمد مصطفى الأعظمي، شركة الطباعة العربية، بالرياض، ط/٢/٢، ١٤٠٤هـ، ١/٣٤٩، النكاح، باب خطبة النكاح. وذكره الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني، في سلسلة الأحاديث الصحيحة، وشيء من فقهها وفوائدها، المكتب الإسلامي، بيروت، ط/٤، ١٤٠٥هـ-١٩٨٥م، ١/٢٧٦.
وقد أفرد -حفظه الله- رسالة خاصة بعنوان (خطبة الحاجة) جمع فيها الأحاديث الواردة فيها، وطرقها فلتراجع.
1 / 7
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة (١) . وإن من نعم الله ﷿ على هذه الأمة، أن بعث إليها رسول الهدى، خاتم الأنبياء والمرسلين محمدًا صلوات الله وسلامه عليه، الذي أدى الأمانة، ونصح الأمة، وتركهم على محجة بيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
ثم إنه ﷾ يقيض لهذا الدين -في كل عصر- طائفة من علماء أهل السنة، دعاة مخلصين، هم ورثة الأنبياء يقومون بالدعوة إلى الله، ويناضلون من أجل نشر الإسلام، وإحياء ما اندرس من سنة المصطفى ﵇ ويقفون في وجه أعداء الملة؛ من الملحدين والحاقدين، يردون على شبهاتهم، ويفندون شبههم، ويبطلون زيفهم. ومنهم المجددون لأمر هذا الدين؛ الذين أشار إليهم رسول الله ﷺ بقوله: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها» (٢) .
وكان من بين أولئك الأعلام، الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀ مجدد القرن الثاني عشر، الذي أحيا في نفوس العباد كلمة التوحيد، وسنة رسول الله ﷺ.
_________
(١) قوله: "أما بعد: فإن خير الحديث ... " أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، انظر صحيح مسلم، بشرح النووي، ٦/٤٠٣، ط/،١ ١٤٠٧هـ، دار القلم، بيروت، بتحقيق لجنة من العلماء نشر مكتبة المعارف بالرياض.
(٢) أخرجه أبو داود في سننه، ٤/٤٨٠، الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة. والحاكم في المستدرك ٤/٥٢٢، وسكت عليه، وكذلك الذهبي. ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ٢/١٥٠-١٥١. وقال: (... والسند صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم ... ولا يعل الحديث قول أبي داود عقبة، رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني لم يجز به شراحيل، وذلك لأن سعد بن أبي أيوب ثقة ثبت كما في (التقريب) وقد وصله وأسنده، فهي زيادة من ثقة، يجب قبولها) .
1 / 8
فانتشرت دعوته وامتدت عبر الأجيال. فهو ﵀ كما قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي الْسَّمَاء*تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ (١) .
فمن ينظر إلى شجرة شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب في إيجاد البيئة التي كانت قائمة أثناء كتابته لهذه الرسائل؛ لذا نجدها متنوعة في ثلاثة أنواع:
الأول: رسائل في عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك: فقد شملت رسائله في هذا الشأن، الدعوة إلى عقيدة التوحيد الصحيحة، وبيان أسسها ونواقضها، وبيان ما دعا إليه جده الإمام محمد بن عبد الوهاب، ومراسلة أقرانه وتلاميذه في شأن الدعوة والرد على المنحرفين والمبطلين. وأقام الحجج على وجوب معاداة المشركين عامة، ووجوب البراءة منهم ومجاهدتهم والهجرة من ديارهم، وتحريم موالاتهم. كما فرّق بين معاملة المشركين المحاربين للمسلمين، المعادين لهم في الدين، ومعاملة غيرهم؛ وبين البلاد التي يفتن فيها المسلم، ولا يستطيع إقامة دينه فيها، والبلاد التي ليست كذلك؛ وغير ذلك من المسائل المتعلقة بالعقيدة.
والثاني: رسائل في فتاوى: وكان مختصة بالأجوبة على أسئلة المتسائلين حول مسائل الفروع. وهي رسائل معدودة.
والثالث: رسائل في الفتن الواقعة في عصره: وهي تتناول الحث على مجاهدة تلك العساكر التي
أرسلتها الدولة العثمانية لإبطال دعوة التوحيد، وعلى العمل على إخماد نار الحرب بين
الأميرين عبد الله بن فيصل بن تركي، وأخيه سعود بن فيصل بن
_________
(١) سورة إبراهيم، الآيتان (٢٤-٢٥)
1 / 9
تركي. وأخرى تبين ما كان يقوم به من عقد الصلح بينهما، وأخذ الأمان على أهل بلدته، وهكذا.
وقد بلغ مجموعها إلى ست وسبعين (٧٦) رسالة، إضافة إلى إحدى وعشرين (٢١) رسالة من الملحقات في حواشي نسخة (أ) .
ولا شك في أن هذه الرسائل، على الرغم من أن الشيخ كان يوجهها لأشخاص معينين، إلا أنها؛ لعظم ما فيها من المسائل العلمية والنصائح، والفوائد الدقيقة، فإن الحاجة إليها قائمة في كل زمان ومكان، ولكل فرد ومجتمع.
أسباب اختياري لهذه المخطوط:
بعد أن أنعم الله ﷾ عليّ باجتياز مرحل الماجستير في هذه الجامعة، وجدت في نفسي دافعًا قويًا، وهمة عالية، تدفعني إلى طلب التزود من هذا العلم الشرعي.
ثم كانت نعم الله عليّ تترى؛ إذ منحتني الجامعة فرصة أخرى، لألتحق بهذه المرحلة التي أشعر فيها أني وصلت إلى بداية طلب العلم.
فبدأت مرحلة البحث والتنقيب عن موضوع يمكن تقديمه للقسم؛ ليكون منطلق عملي في هذه المرحلة العلمية.
وبعد البحث المضني، والمحاولات العديدة الجادة، التي قدمت فيها عدة موضوعات، ولم تحظ بالقبول، وقعت عيني على عنوان هذا المخطوط، فوجدت محتواه موافقًا لما أحتاج إليه، وللتخصص الذي أنا فيه. فاستخرت الله ﷿ على تقديمه، فوفقني لموافقة القسم عليه.
وقد كان من أهم الأسباب التي دعتني إلى اختيار هذا المخطوط:
١- أن هذه الرسائل التي يحتويها هذا المخطوط لها أهمية كبرى، في خدمة العقيدة
1 / 10
الإسلامية، والدفاع عن السنة وأهلها.
٢- كون صاحب المخطوط، الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ، علمًا من أعلام أهل السنة والجماعة، عدوًا لدودًا لأعداء الدعوة السلفية.
٣- أنه قد قادني الرغبة الأكيدة في المشاركة في إخراج شيء من التراث الإسلامي الهائل، الذي لم يزل في دوره، وينتظر من يخرجه للقراء.
٤- إبراز هذا الكتاب في صورة أوضح وسليمة قدر الإمكان؛ وذلك نظرًا لكثرة تداول طلبة العلم للنسخة المطبوعة، والتي كانت بحاجة إلى التحقيق.
٥- أنه لم يسبق -حسب علمي- أن حُقق هذا المخطوط تحقيقًا علميًا؛ فالرسائل التي نجدها مطبوعة في المجلد الثالث ضمن "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" ليست محققة، ولم يعتن طابعها بتصحيح جميع ما فيها من أخطاء.
٦- توفر النسخ المخطوطة التي استعنت بها في تقويم النص.
تلك بعض الأسباب التي دعتني إلى اختيار هذا المخطوط.
أهمية هذا المخطوط
تبرز أهمية هذا المخطوط في الآتي:
١. أنه يتضمن رسائل مهمة، تنافح عن العقيدة السلفية، وتدرأ عنها الشبهات التي أثيرت حولها، والتي يستحدثها دعاة الضلالة في وقتنا الحاضر.
٢. احتوائه على مسائل عقدية مهمة، جانب الصواب فيها كثيرٌ من المبتدعين. ففيه يبرز الشيخ المعتقد السليم حول تلك المسائل؛ كما يورد العديد من أقوال السلف التي هي بحاجة إلى الدراسة والتحقيق.
1 / 11
الخطة التي سرت عليها في الدراسة والتحقيق
اشتملت الخطة على تمهيد وقسمين: قسم الدراسة، وقسم التحقيق.
أما التمهيد: فيشتمل على الآتي:
- المقدمة.
- أسباب اختياري لهذا المخطوط.
- أهمية هذا المخطوط.
- الخطة التي سرتُ عليها في الدراسة والتحقيق.
- منهجي في الدراسة والتحقيق.
القسم الأول: الدراسة: وقد تضمنت دراسة عصر المؤلف، وحياته، وكتابه.
القسم الثاني: تحقيق النص.
أما القسم الأول: فيتكون من بابين:
الباب الأول: عصر المؤلف وحياته. وجعلته في فصلين:
الفصل الأول: عصر المؤلف: وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الحالة السياسية.
المبحث الثاني: الحالة الاجتماعية.
المبحث الثالث: الحالة الدينية.
الفصل الثاني: حياة المؤلف: وفيه مباحث:
المبحث الأول: اسمه ونسبه.
1 / 12
المبحث الثاني: ولادته وأسرته.
المبحث الثالث: صفاته الذاتية والفكرية.
المبحث الرابع: نشأته العلمية ورحلاته.
المبحث الخامس: شيوخه.
المبحث السادس: تلاميذه.
المبحث السابع: ثقافته وإنتاجه العلمي.
المبحث الثامن: عقيدته.
المبحث التاسع: أعماله ووظائفه.
المبحث العاشر: حياته السياسية.
المبحث الحادي عشر: وفاته والمرثيات التي قيلت فيه.
المبحث الثاني عشر: ثناء العلماء عليه.
أما الباب الثاني: فيتناول دراسة الكتاب: وقسمته إلى فصلين:
الفصل الأول: التعريف بالكتاب: وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: عنوان المخطوط.
المبحث الثاني: تعريف جامع الرسائل.
المبحث الثالث: توثيق نسبته إلى المؤلف.
المبحث الرابع: موضوع الكتاب.
1 / 13
المبحث الخامس: وصف النسخ الخطية والمطبوعة.
الفصل الثاني: دراسة تقويمية للكتاب. وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: منهج المؤلف في الكتاب.
المبحث الثاني: مصادره.
المبحث الثالث: قيمة الكتاب.
أما القسم الثاني: فيتناول تحقيق النص.
ويشتمل على ذكر النص، والتعليقات التي وضعتها في الهامش.
منهجي وعملي في التحقيق:
١- بدأت بجمع النسخ التي اعتمدت عليها في مقابلة النص. فقمت من أجل ذلك برحلة علمية إلى مدينة الرياض، حيث وجدت أغلبها. وكذلك من أجل الاطلاع على بعض الأماكن في منطقة نجد بلد المؤلف، والتي ورد ذكرها في الرسائل.
٢- قد أخرجت هذا الكتاب بعد مقابلته على أربع نسخ خطية، ونسخة مطبوعة واحدة، هي الجزء الثالث من كتاب: (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية) .
٣- اتبعت منهج إثبات النص الصحيح، لسبب أن جميع ما بيدي من النسخ ليس من ضمنها نسخة بخط المؤلف، بل كلها لنساخ مختلفين، فاحتمال وجود الخطأ عند أحدهم أثناء النسخ، وارد.
٤- إذا اختلفت النسخ في كلمة أو عبارة، أثبت أصحها في نظري، وأضعها بين شرطتين مائلتين هكذا (//)، ثم أشير بالهامش إلى الكلمة الواردة في بقية النسخ.
٥- التزمت بتحقيق رسائل الشيخ الواردة في المخطوط الذي بين يدي، ولم أتناول رسائله الواردة
في الأماكن الأخرى، كالتي وردت في الدرر السنية والرسائل الزائدة
1 / 14
في المطبوع وغيرها، عدا رسالة واحدة هي (الرد على الصحاف) .
٦- إن كانت الرسالة مما أحققه منشورة في أي كتاب، كالدرر السنية، أو الهدية السنية، أشير إليها بذكر مكان وجودها.
٧- قمت بتصحيح الأخطاء الإملائية، بدون إشارة لذلك.
٨- إن كان الخطأ في آية، أكتفي بتصحيحه، دون الإشارة لذلك.
٩- إن كان الخطأ في حديث أو أثر، أصححه من أصله وأشير لذلك.
١٠- نبّهت على نهاية كل صفحة من صفحات نسخة (أ) بوضع رقم جانبي، ومن الملاحظ أن أشرت إلى نهاية كل الصفحة، بدلًا من (لوحة)؛ ذلك لأن النسخة التي اخترتها أصلًا، مرقمة بصفحتين في كل لوحة.
١١- قمت بعزو الآيات القرآنية إلى مواضعها في المصحف الشريف، بذكر اسم السورة ورقم الآية.
١٢- التزمت في كتابة الآيات داخل النص بالرسم العثماني.
١٣- قمت بتخريج الأحاديث الواردة في هذا البحث، من مصادرها. واتبعت في ذلك الآتي:
- خرجت الأحاديث من الكتب الستة. وقد أزيد عليها أحيانًا للفائدة.
- أذكر الجزء ورقم الصفحة مع الإشارة إلى اسم الكتاب، والباب، في الهامش.
- بعض الأحاديث التي أوردها في الهامش للاستشهاد، أكتفي أحيانًا بذكر الجزء والصفحة.
- بعض الأحاديث التي لم ترد في الصحيحين، أذكر كلام علماء الحديث في تصحيحها أو عدمه، إن وقعت على شيء منه.
- الأحاديث التي اكتفى المؤلف بالإشارة إليها، أو بذكر جزء منها، أذكرها وأكملها
1 / 15
في الهامش مع التخريج.
١٤- قمت بعزو الآثار الواردة في البحث إلى مصادرها قدر الإمكان. سواء كانت للصحابة أو التابعين، أو من بعدهم من علماء سلف الأمة.
١٥- قمت بتوثيق النصوص المنقولة الواردة في النص المحقق، بمقابلتها بالأصل، وعزوها إلى مصادرها قدر الإمكان. فما أسقطه المؤلف أو أخطأ في نقله أصححه وفق ما يوجد في الأصل.
١٦- قمت بترتيب الرسائل ترتيبًا فنيًا؛ حيث إنها مختلطة في جميع النسخ عمومًا. فقدمت الرسائل المتعلقة بالتوحيد والعقائد، ثم المتعلقة بالفتاوى، ثم تلك المتعلقة بالفتن، والواقعة بين أبناء فيصل بن تركي بن عبد الله عند صراعهم على الحكم.
١٧- قمت بترجمة مختصرة لمعظم الأعلام الذين ورد ذكرهم في البحث. واتبعت في ذلك الآتي:
- اكتفيت بذكر ما يميّز العلم عن غيره من: اسم المترجم له وأبيه وجده، وكنيته ولقبه وتاريخ وفاته، وأهم كتبه أحيانًا، أو أمر اشتهر به. مع ذكر مصدرين أو أكثر لمن يرغب في الاطلاع عليه.
- تركت التعريف بمن تغني شهرتهم عن ترجمتهم، مثل أسماء الأنبياء وكبار الصحابة كالخلفاء الأربعة ونحوهم، وأصحاب الكتب الستة، والفقهاء الأربعة ونحوهم، ممن بلغت شهرتهم الآفاق. وقد أشير أحيانًا إلى اسمه؛ (لتعيينه عن غيره) وأذكر له مرجعًا أو مرجعين لمن أراد الاطلاع على ترجمته.
- لم أتمكن من الحصول على ترجمة بعض الأعلام، التي كانت بحاجة إلى ذلك؛ للآتي:
أ- أن أغلب هؤلاء من المتأخرين، عاشوا في القرن (١٣ و١٤) وهم في منطقة
1 / 16
نجد. وأكثرهم من صغار التلاميذ للشيخ، بحيث لم يُلفتوا أنظار المترجمين المعاصرين لهم ومن بعدهم. كما أنه من الملاحظ قلة كتب التراجم لأهل تلك المنطقة، والموجودة منها اعتنت بمشاهير الأعلام من العلماء والمشايخ والأمراء ونحوهم.
ب- أن بعضهم، من المبتدعين أو الفساق الذين كان يراسلهم الشيخ، فلم يلتفت إليهم أصحاب التراجم.
١٨- علقت على المسائل العقدية وغيرها، التي أشار إليها المؤلف، وكانت بحاجة إلى تعليق أو زيادة إيضاح. وأجعل عند بداية تعليقي في الهامش علامة (*) لتفريقه عن غيره.
١٩- قمت بوضع عناوين جانبية للرسائل والمسائل الواردة في النص وذلك بخط دقيق في بداية المسألة. ونقلت بعضها مما وضع في النسخة المطبوعة، مما رأيتها موافقة لما أراه مناسبًا للموضوع.
٢٠- عزوت الأبيات الشعرية إلى قائليها ومصادرها قدر الإمكان.
٢١- عرّفت بالفرق والطوائف الواردة في النص.
٢٢- عرّفت ببعض الأماكن والبلدان الواردة في النص، مما قد تخفى على القارئ معرفتها.
٢٣- قمت بشرح الكلمات الغريبة الواردة في النص، وكذلك المصطلحات.
٢٤- لم ألتزم بذكر جميع تعليقات النساخ على حواشي النسخ؛ كشرح بعض الكلمات، أو التعليق الشخصي للناسخ.
٢٥- أذكر جميع المعلومات الخاصة بالمصدر عند أول ذكره، وفي ذلك رمزت للطبعة بـ (ط) وللوفاة بـ (ت)، وللهجري بـ (هـ) وللميلاد بـ (م) . ودوّنت المعلومات حسب ما هو موجود على عنوان الغلاف.
1 / 17
٢٦- في قسم الدراسة أو في التعليقات على النص، اكتفيت بذكر التاريخ الهجري.
٢٧- فرّقت بين كلام الشيخ، وكلام جامع الرسائل بخط مغاير في الحجم، فأجعل كلام الشيخ في خط أكبر.
٢٨- هناك رسائل أوردها ناسخ (أ) بالحواشي، ولم ترد في غيرها من النسخ، فقد أدرجتها ضمن الرسائل العامة ووزعتها حسب موضوعاتها.
٢٩- وضعت فهارس مختلفة، تكشف أسرار الكتاب، وتبين للقارئ محتواه.
وهي تشمل:
فهرس الآيات القرآنية فهرس القواعد الأصولية
فهرس الأحاديث النبوية فهرس الوقائع والأحداث
فهرس الآثار فهرس الأمثال
فهرس الأعلام فهرس الأبيات الشعرية
فهرس المواقع فهرس الكلمات الغريبة
فهرس الفرق والطوائف فهرس المصادر والمراجع
فهرس القبائل فهرس الموضوعات
وبعد ... فهذا هو جهدي في هذا البحث، على ضوء الخطة التي رسمتها، وإني لأرجو الله -تعالى- أن أكون قد حققت من خلالها بعض مقاصد هذا التحقيق، فما تمَّ لي من ذلك فلله وحده النعمة والفضل. وإن كانت الأخرى، فهو جهد بشر معرض للنقص؛ إذ الكمال لله وحده ﷾. وأسأله -جلّت قدرته- أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه، وأن ينفعنا بما علمنا، ويعلمنا ما ينفعنا، ويزيدنا علمًا.
1 / 18
كما أسأله -سبحانه- أن يغفر لي ما سبق إليه القلم أو الفهم الخاطئ في هذا البحث من نسبة قول أو مذهب أو رأي لغير صاحبه، أو استنباط في غير محله وعلى غير وجهه. إنه سميع مجيب.
1 / 19
القسم الأول: الدراسة
الباب الأول: عصر المؤلف وحياته
الفصل الأول: عصر المؤلف
المبحث الثالث: الحالة الدينية
...
المبحث الثالث الحالة الدينية
منذ أن تعاهد الأمير محمد بن سعود مع محمد بن عبد الوهاب سنة (١١٥٨هـ) وتحالفا (١) على تطهير جزيرة العرب من البدع والخرافات، ونشر كلمة التوحيد وحمايتها، دخلت نجد أو بالأحرى الدرعية مع سائر الإمارات الأخرى في حرب دينية دامية؛ كما فعل حاكم الإحساء ابن عريعر الخالدي، وحاكم نجران السيد حسن ابن هبة الله، اللذان تحالفا عام (١١٧٨هـ)، على الزحف على الدرعية؛ للقضاء على مهد الدعوة الدينية، وكسر شوكة دعاتها (٢) . وأمثال أولئك كثيرون. غير أن ذلك لم يثن أبناء سعود المتعاقبين على حكم البلاد السعودية، عن التمسك بمبدأ حماية الدين ونصرة عقيدة التوحيد، وجعلها أساسًا للحكم.
فبعد وفاة الإمام محمد بن سعود (١١٧٩هـ) تولى الأمر بعده أكبر أولاده الأمير عبد العزيز بن محمد (ت١٢١٨هـ) فسار على خطة أبيه في التعاون مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت١٢٠٦هـ)، في تجديد الدعوة، وإعلاء كلمة الله (٣) .
ويمكن تلخيص الحالة الدينية في العصر الذي عاشه الشيخ عبد اللطيف ﵀ في الآتي:
أولًا: حال الدرعية:-
_________
(١) انظر التحالف بين محمد بن سعود، ومحمد بن عبد الوهاب، على نشر الدعوة: جزيرة العرب، لحافظ وهبة، ٢٢٣. قلب الجزيرة، لفؤاد حمزة، ص٢٣٥. الأعلام للزركلي، ٦/١٣٨. تاريخ نجد المسمى (روضة الأفكار) ١/٨٠-٨١. الدرعية، لابن خميس، ص١٦٣.
(٢) جزيرة العرب في القرن العشرين، ص٢٢٣-٢٢٤.
(٣) المرجع السابق، ص٢٢٤.
1 / 55
فقد كانت الدرعية -مسقط رأس الشيخ- مركزًا لحماية الدين ونشر الدعوة، فهي كما وصفها الشيخ عبد الله البسام بقوله:
(... والدرعية حينئذٍ كعبة العلم، وموطن الدعوة، ومعهد علماء السلف، وعاصمة الجزيرة العربية، وعرين الليوث السعوديين من حماة الدين وذادة الملة الإسلامية ...) (١) .
ووصفها أيضًا -عند ترجمته للشيخ عبد اللطيف- بقوله:
(إن الدرعية الزاخرة بالعلم، والساطعة بالإيمان، والمشرقة بالدين، والآهلة بالعلماء ...) (٢) .
فمن ذلك يمكننا معرفة المكانة الدينية، التي كانت تمتاز بها تلك البلدة.
أما بعد سقوطها في أيدي الغزاة المصريين والأتراك، فقد انقلب الحال رأسًا على عقب؛ حيث انعدم فيها -وفي سائر المناطق النجدية التي وقعت في أيدي الطغاة- كثير من مظاهر الدين، وصار أهلها -كما قال ابن بشر-: "وهجر كثير منهم الصلاة وأفطر في رمضان، وجر الربا والغناء في المجالس، وسفت الذراري على المجامع والمدارس، واندرس السؤال عن أصول الإسلام وأنواع العبادات، وظهرت دعوى الجاهلية في كل البلاد" (٣) .
ثانيًا: حال الإحساء:-
أما في منطقة الإحساء، فكانت الأحوال الدينية مختلفة تمامًاَ عما كانت عليها في الدعية، فقد كان فيها خليط من العقائد والآراء.
وقد وصف الشيخ عبد الله البسام ما كانت عليه هذه المنطقة من أحوال دينية فقال:
_________
(١) علماء نجد خلال ستة قرون، ١/٥٦.
(٢) المرجع السابق، ١/٦٣.
(٣) عنوان المجد، ٢/٤.
1 / 56
(... ولما استولى الإمام فيصل على الإحساء، وكان فيها خليط من العقائد والآراء، فالرافضة (١) لهم شوكة، وعلماء الشافعية والمالكية أشاعرة (٢)، وعلماء الأحناف ماتريدية (٣)، وتشترك هذه الطوائف كلها في وسائل الشرك؛ من نحو تعظيم القبور، والغلو في الصالحين، والبدع؛ من نحو الموالد، ومراسم الموت، والجنائز.
_________
(١) الرافضة: هم الذين رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (وذلك أنهم طلبوا إليه أن يتبرأ من أبي بكر وعمر ﵄ فلم يفعل، فرفضوه وتفرقوا عنه، فقال لهم زيد: رفضتموني؟ قالوا نعم. فبقي عليهم هذا الاسم. ومن أهم معتقداتهم: "التقية" والقول بالنص على إمامة علي، والبراءة من أبي بكر وعمر –﵄، وموالاة أهل البيت.
انظر: مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، لأبي الحسن بن علي بن إسماعيل الأشعري (ت٣٣٠هـ)، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، طبع ونشر مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة، ط٢/، ١٣٨٩هـ-١٩٦٩م، ١/٨٩. والفرق بين الفرق، لعبد القاهر بن طاهر البغدادي الإسفراييني (ت٤٢٩هـ)، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، نشر دار المعرفة، بيروت، لبنان، ص٢١. والحجة في بيان المحجة، وشرح عقيدة أهل السنة، للإمام الحافظ قوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني (ت٥٣٥هـ)، تحقيق ودراسة: محمد بن ربيع ابن هادي المدخلي، دار الراية للنشر والتوزيع، الرياض، ط/١، ١٤١١هـ-١٩٩٠م، ٢/٤٨٧.
(٢) الأشاعرة: طائفة من أهل الكلام، ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري. وهذا اللفظ ينصرف عند الإطلاق إلى أولئك الذين اتبعوه في فترة انتسابه إلى ابن كلاب؛ لذا قد نطلق عليهم أحيانًا (الأشعرية والكلابية) .
وهم يفروقون بين صفات الله؛ فيجعلون منها سبع صفات، يسمونها صفات المعاني، وهي: (الحياة، والعلم، والإرادة، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام) .
أما بقية الصفات، فإنهم يوافقون المعتزلة في تأويلها، الخبرية منها والفعلية، وهو تأويل يفضي إلى نفيها، بحيث لا يثبتون إلا لازمها، فيقولون مثلًا: المراد بالرحمة الإنعام، وهكذا في جميع الصفات.
انظر: الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات لمحمد أمان ابن علي الجامي، ط١، ١٤٠٨هـ، ص١٣٩-٢٢٠.
(٣) الماتريدية: فرقة كلامية تنتسب إلى إمامها أبي منصور الماتريدي الحنفي المتكلم، المتوفى سنة (٣٣٣هـ) . من أهم معتقداتهم: التأويل، وأن ظواهر نصوص الصفات، موهمة للتشبيه، وأنها ظنية لا تثبت بها العقيدة.
انظر: الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات، لشمس الدين محمد أشرف، رسالة ماجستير على الآلة الكاتبة، ص٥.
1 / 57
فكان الشيخ عبد اللطيف هو المختار لمقابلة، مثل هؤلاء، ومحاربة أمثال هذه الأمور، فبعثه الإمام إليهم" (١) .
فهنا نجد الأمير فيصل بن تركي قد انتدب الشيخ عبد اللطيف لمهمة مقابلة أولئك القوم، ومناقشتهم وردهم إلى جادة صوابهم، فوفق لذلك ﵀.
ثالثًا: الاستمرار في ظهور معارضين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وحركتهم في ذلك:-
منذ أن ظهرت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية السلفية، برز كثير من المعارضين لها في شتى أنحاء شبه الجزيرة العربية وخارجها، قاموا ببث سموم الفساد والتضليل، وجردوا أنفسهم للدعوة إلى البدع والخرافات، وألفوا في ذلك مؤلفات. كان من ضمن أولئك:
١- داود بن جرجيس العراقي (٢): وقد كان لهذا يد في الإفساد والتضليل حينما استوطن نجدًا، فالتف حوله من أخذ عنه، فكان رائد التضليل. وألف كتاب: (صلح الإخوان من أهل الإيمان، وبيان الدين القيم في تبرئة ابن تيمية وابن القيم) .
ويحتوي هذا الكتاب على خبث كامنٍ، وسمٍّ دفين؛ إذ إن من اطلع على عنوان هذا الكتاب، قد يحسبه ضمن الكتب المناصرة لعلماء الدعوة، والواقع أنه دافع فيه عن
_________
(١) علماء نجد خلال ستة قرون، ١/٦٥.
(٢) هو داود بن سليمان بن جرجيس البغدادي، النقشبندي الخالدي، من أهل بغداد، ولد سنة (١٢٣١هـ) قام برحلات إلى الحجاز والشام، وله مناظرات مع السلفيين، حيث دعا إلى الاستعانة والاستغاثة بقبر أبيه، والاستمداد من الأموات، وألف في ذلك كتاب: صلح الإخوان، والمنحة الوهابية في الرد على الوهابية، ورسائل مشتملة على الهذيان والكذب والبهتان، توفي يوم الاثنين، ١٩ من رمضان، سنة (١٢٩٩هـ) .
انظر ترجمته: المسك الأذفر في نشر مزايا القرن الثاني عشر والثالث عشر، لأبي المعالي محمود شكري الآلوسي، تحقيق عبد الله الجابوري، دار العلوم، الرياض، ١٤٠٢هـ/١٩٨٢م، ص٤٥٩ -٤٦٢. والدر المنتثر في رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر، لعلي علاء الدين الآلوسي، تحقيق: جمال الدين الآلوسي، وعبد الله الجابوري، وزارة الثقافة والإرشاد، دار الجمهورية، بغداد، ١٣٨٧،١٩٦٧م، ص١٧٤. أعلام الزركلي. معجم المؤلفين، ٤/٢٣٦.
1 / 58
الاستغاثة بالأموات، وضلل معارضي ذلك، ونقل فيه خمسين موضعًا من كتب ابن تيمية وابن القيم وغيرهما، يزعم أنها تشهد له على استحباب دعاء الموتى والاستغاثة بهم.
٢- عثمان بن منصور (١)، وكان طاغية من أهل البدع، ألف في السبّ وشتم شيخ الإسلام ومجدد الدعوة السلفية محمد بن عبد الوهاب كتابًا سماه (جلاء الغمة من تكفير هذه الأمة)، والمراد بالأمة عنده، عبدة الأصنام، فانتصر لهم فيه، وضلل أهل التوحيد (٢) .
٣- يوسف بن إسماعيل النبهاني (٣) صاحب كتاب شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق، والرائية الصغرى، وغيرهما، أظهر فيها حملة عنيفة على من سماهم وهابيين.
_________
(١) عثمان بن عبد العزيز بن منصور بن أحمد، الناصري العمري، ولد في الفرعة وقراء على علماء سدير، ثم سافر إلى العراق وقرأ على علمائها، ومن أشهرهم داود بن جرجيس، شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، سماه: (فتح الحميد، شرح كتاب التوحيد)، قال الشيخ عبد اللطيف: والرجل فيه رعونة ... حتى إنه كتابه الذي زعم أنه شرح على التوحيد، رأيت فيه من الدواهي والمنكرات ما لا يحصيه إلا الله ... " وكان مترددًا في اتجاهه العقائدي. تولى قضاء حائل وسدير، (ت١٢٨٢هـ) .
(٢) انظر: تذكرة أولي النهى والعرفان ١/٢٢٦. علماء الدعوة، ص٤٩-٥٠. مقدمة دلائل الرسوخ، ص٣-٧.
(٣) هو يوسف بن إسماعيل النبهاني، عمل في القضاء والصحافة، له عدة كتب، تمضنت الطعن والافتراءات على من سماهم وهابيين؛ لمنعهم الاستغاثة بالموتى؛ مثل كتاب: "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق، وله الرائية الصغرى"، رد عليه الإمام أبو المعالي الآلوسي في "الآية الكبرى" (ت١٣٥٠هـ) .
انظر ترجمته: الأعلام للزركلي، ٨/٢١٨. مجلة المنار، م١٣، ج١٠، ص٧٩٧.
1 / 59