142

Cuyun Mukhtar

عيون المختار من فنون الأشعار والآثار

فقال: يا أبا المستهل إن لي ضيعة قد أعطيت فيها أربعة آلاف دينار هذا كتابها. فقال: بأبي أنت وأمي والله ماقلت فيكم شيئا إلا لله لا آخذ على شيء جعلته لله مالا ولا ثمنا، فألح عبد الله عليه وأبى من إعفائه، فأخذ الكميت الكتاب ثم جاء إلى عبد الله، فقال: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله إن لي حاجة.

قال: وماهي؟ وكل حاجة لك مقضية كائنة ماكانت، قال: نعم.

قال: هذا الكتاب تقبله وترتجع الضيعة، فوضع الكتاب بين يديه، فقبله عبد الله فنهض عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ثم جعل يدخل دور بني هاشم ويقول: يابني هاشم هذا الكميت قال فيكم الشعر حين صمت الناس عن فضلكم، وعرض دمه لبني أمية فأثيبوه بما قدرتم، فيطرح الرجل ماقدر عليه، وأعلم النساء بذلك فكانت المرأة تبعث بما أمكنها حتى أنها لتخلع الحلي عن جسدها، فاجتمع من الدنانير والدراهم ماقيمته مائة ألف درهم.

فقال: يا أبا المستهل أتيناك بجهد المقل، ونحن في دولة عدونا.

فقال: بأبي أنتم وأمي قد أكثرتم وطبتم، وما أردت بمدحي إياكم إلا الله ورسوله ولم أك لآخذ بذلك ثمنا من الدنيا فاردده إلى أهله، فجهد به عبدالله أن يأخذه بكل حيلة فأبى، فابتدأ الكميت وقال قصيدته التي يذكر فيها مناقب قومه من مضر بن نزار بن معد وربيعة وأياد وأنمار أبناء نزار، أولها:

ألا حييت عنا يامدينا .... وهل ناس تقول مسلمينا

إلى قوله:

لنا قمر السماء وكل نجم .... تشير إليه أيدي المهتدينا

رأيت الله إذ سما نزارا .... وأسكنهم ببكة قاطنينا

إلى آخرها، أفاده في مروج الذهب.

Page 143