139

Cuyun Mukhtar

عيون المختار من فنون الأشعار والآثار

هذه القصيدة لعمرو بن العاص يعاتب بها معاوية ليوليه مصر، وهي

المشهورة بالجلجلية، وقد ذكرها الأمير في حواشي المغني:

معاوية الفضل لا تنس لي .... وعن منهج الحق لا تعدل

نسيت احتيالي في جلق .... على أهلها يوم لبس الحلي

وقد أقبلوا زمرا يهرعون .... مهاليع كالبقر الجفل

وقولي لهم إن فرض الصلاة .... بغير حضورك لم تقبل

فولوا ولم يعبؤا بالصلاة .... ورمت النفار إلى القسطل

وقلت بمن أتقي بأسه .... وفي جيشه كل مستفحل

أبالبقر البكم أهل الشئام .... لأهل التقى والحجى أبتلي

فقلت نعم قم فإني أرى .... قتال المفضل بالأجهل

وجهزت أهل النفاق العراق .... يسيرون قصرا إلى الموصل

وقلت لهم أن يشيلوا الرماح .... عليها المصاحف في القسطل

ولولا موازرتي لم تطع .... ولولا وجودي لم تحفل

نسيت محاورة الأشعري .... ونحن على دومة الجندل

وألعقته عسلا باردا .... وأمزجته بجنا الحنظل

ألين فيطمع في جانبي .... وسهمي قد غاب في المفصل

كأن قد نسيت ليالي الهرير .... بصفين من هولها الأهول

وقد بت تذرق ذرق الطيور .... حذارا من البطل الأكمل

فلما ملكت ومات الحسام .... ونالت عصاك يد الأطول

سمحت لغيري بوزن الجبال .... ولم تعطني زينة الخردل

وأمنحت مصرا لعبد المليك .... وأنت عن الغي لم تعدل

فإن لم تسارع في ردها .... فإني لحربك بالمصطلي

بخيل جياد وبيض الوجوه .... وبالمشرفيات والذبل

سأخلعها منكم بالخداع .... كخلع النعال من الأرجل

وألبستها فيك لما عجزت .... كلبس الخواتم في الأنمل

ولم تك والله من أهلها .... ورب المقام لم تكمل نصرناك من جهلنا يابن هند .... على البطل الأعظم الأفضل

Page 140