والمشرب الألذ الأصفى.
وربما دنا الأخص الأسمى ، فيرقى إلى حضرات القرب الأعلى والغاية القصوى
والمنزلة العليا التي ليس وراءها مبدأ ، ولا دونها لخلق مرمى ، ولا لبصر لاحظ إليها
مسمى، فسمع ورأى، وأخذ وتلقى و( ما زاغ البصر وما طغى ) ، ( فكان
قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ) ، فلذلك كان (وما
ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة
فأستوى ) ، فوصل إذ ذاك إلى الرفعة العليا ، والمقام الأخص الأوحد
الأقرب الأرقى ، وقد أشير - إلى جملة مجاميع إشارات ما تقدم التنبيه عليه - بشيء من
قطرات بحار واسعة، وأنواي من قول العلي الأعلى - تقدس وتمجد وتبارك وتعالى -:
( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن
Unknown page