وقال رضي الله عنه : إنما كانت الأجساد تحجب في الدنيا، وتطلب الأرواح الخروج عنها
بمقتضى ما قدر من الأجل، وطلبت الأرواح مفارقة أشباحها، لأن أشباحها في الدنيا
حاجبة لها عن قوة إدراكها ، فاقتضت الحكمة الإلهية مفارقتها لأشباحها الظلمانية ، فإذا
كان يوم القيامة في دار النعيم والصفاء كانت الأشباح شفافة نورانية فلم تحجب
الأرواح عن إطلاق إدراكها، فلهذا بقيت الأشباح في الآخرة دائمة، واقتضى ذلك فناء
الأشباح في الدنيا وتقديرها إلى أجل مسمى.
وقال رضي الله عنه: في قول السري - رحمه الله تعالى - لم اكان يتكلم مع أصحابه في
134
الشكر ، والجنيد غلام صغير ، فدعاه فقال : يا غلام ما الشكر? ، فقال الجنيد - رحمه
الله: هو ان لا يعصي الله تعالى بنعمه،، فقال له السري: يوشك أن يكون حظك من الله
Unknown page