117

ʿUyūn al-Athar fī Funūn al-Maghāzī waʾl-Shamāʾil waʾl-Siyar

عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير

Publisher

دار القلم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٤/١٩٩٣.

Publisher Location

بيروت

وَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ لَحَلاوَةً، وَإِنَّ أَصْلَهُ لَعَذْقٌ، وَإِنَّ فَرْعَهُ لَجَنَاةٌ، وَمَا أَنْتُمْ بِقَائِلِينَ مِنْ هَذَا شَيْئًا إِلَّا أَعْرِفُ أَنَّهُ بَاطِلٌ، وَإِنَّ أَقْرَبَ الْقَوْلِ فِيهِ لأَنْ تَقُولُوا: سَاحِرٌ جَاءَ بِقَوْلٍ هُوَ سِحْرٌ يُفَرِّقُ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَأَبِيهِ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَأَخِيهِ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَعَشِيرَتِهِ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ بِذَلِكَ، فَجَعَلُوا يَجْلِسُونَ لِسُبُلِ النَّاسِ حِينَ قَدِمُوا الْمَوْسِمَ لا يَمُرُّ بِهِمْ أَحَدٌ إِلَّا حَذَّرُوهُ إِيَّاهُ، وَذَكَرُوا لَهُ أَمْرَهُ، وَصَدَرَتِ الْعَرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْسِمِ بأمر رسول الله ﷺ، فَانْتَشَرَ ذِكْرُهُ فِي بِلادِ الْعَرَبِ كُلِّهَا.
قَوْلُهُ: لَعَذْقٌ (بِفَتْحِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الذَّالِ) اسْتِعَارَةٌ مِنَ النَّخْلَةِ الَّتِي ثَبَتَ أَصْلُهَا وَهُوَ الْعَذْقُ. وَرِوَايَةُ ابْنِ هِشَامٍ لَغَدِقٌ بِغَيْنٍ مُعْجَمَةٍ وَكَسْرِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ مِنَ الْغَدِقِ وَهُوَ الْمَاءُ الْكَثِيرُ. قال السهيلي: ورواية ابن إسحق أَفْصَحُ لأَنَّهَا اسْتِعَارَةٌ تَامَّةٌ يُشَبِّهُ آخِرَ الْكَلامِ لأوله.

1 / 120