الجزء الاول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
هذا كتاب «عيون الأخبار» أقدّمه للقارىء الكريم بحلّة جديدة بعد أن تجشّمت عناء مراجعته غير مرة. ألّفه ابن قتيبه ليكون تذكرة لأهل العلم وتبصرة لمغفل التأدّب ومستراحا للملوك من كدّ الجدّ والتعب وذلك حين تبيّن شمول النقص وشغل الخليفة العباسي عن إقامة سوق الأدب. يقول في مقدمة هذا الكتاب: «وإني تكلّفت لمغفل التأدّب من الكتّاب كتابا في المعرفة وفي تقويم اللسان واليد حين تبيّنت شمول النقص ودروس العلم وشغل السلطان عن إقامة سوق الأدب حتى عفا ودرس ...» وفي مقدمة كتابه «أدب الكاتب» أوضح أيضا حال الأدب المتردّية في عصره فقال: «فإني رأيت أكثر أهل زماننا هذا عن سبيل الأدب ناكبين «١»، ومن اسمه متطيّرين «٢»، ولأهله كارهين: أما الناشىء «٣» منهم فراغب عن التعليم، والشادي «٤» تارك للازدياد، والمتأدّب في عنفوان الشباب ناس أو متناس ... وصار العلم عارا على صاحبه، والفضل نقصا، وأموال الملوك وقفا على شهوات النفوس ...» ونحن نقول: كيف يجرؤ
1 / 3
ابن قتيبه على هذا القول وبغداد آنذاك مقرّ الثقافة الإسلامية المزدهرة ومركز مرموق للحياة الأدبية والعقلية معا؟
وإذا لم تنحصر موضوعات «عيون الأخبار» «١» في القرآن والسّنّة وشرائع الدين وعلم الحلال والحرام فإنها- كما يقول ابن قتيبة- مرشدة لكريم الأخلاق، زاجرة عن الدناءة، ناهية عن القبيح، باعثة على صواب التدبير؛ لأنّ علم الدين والحلال والحرام تقليد لا يجوز أن نأخذه إلّا عمّن نراه حجّة.
كذلك لم يكن كتابه هذا وقفا على طالب الدنيا دون طالب الآخرة، ولا على خواص الناس دون عوامّهم، ولا على ملوكهم دون سوقتهم، بل وفّى كلّ فريق منهم قسمه. ولكي يروّح عن القارىء من كدّ الجدّ، ضمّن هذا الكتاب نوادر طريفة وكلمات مضحكة تدخل في باب المزاح والفكاهة. يقول: «مثل هذا الكتاب مثل المائدة تختلف فيها مذاقات الطعوم لاختلاف شهوات الآكلين» .
وكان ابن قتيبة يتلقّط أخباره عن جلسائه وإخوانه وعمّن فوقه في السنّ والمعرفة، كما وقف على كتاب التاج، وكتاب الآيين، وكتاب إبرويز، وآداب ابن المقفع، وكتب الهند ولكن دون أن يذكر اسما لكتاب هندي اعتمد عليه.
يقول مثلا: «قرأت في كتاب للهند إنّ فلانا ...» كما اعتمد على أقوال علي ابن أبي طالب، ﵁، وعلى أقوال بزرجمهر، وإسحاق بن راهويه، وأبي حاتم السّجستاني، وأحمد بن الخليل، وعبد الرحمن بن عبد المنعم، وأبي سهل، وعبد الملك بن مروان، وميمون بن ميمون، والمدائني، وأبي عبّاد الكاتب، وابن الأعرابي، ومحمد بن عبيد، ومحمد بن داود، وعلي بن محمد، وابن سيرين وغيرهم. وقد لجأ إلى الإتيان بأخبار وأشعار اتّضعت عن
1 / 4
قدر كتابه لسببين؛ أحدهما الحاجة إلى ذلك، والآخر أنّ الحسن إذا وصل بمثله نقص نوراهما.
صنّف كتابه أبوابا مقرنا الباب بشكله، والخبر بمثله، والكلمة بأختها ليسهل على المتعلم علمها وعلى الدارس حفظها. وهذا الكتاب حلية الأدب، ونتاج أفكار الحكماء، ولقاح عقول العلماء، وسير الملوك وآثار السّلف. قسّم المؤلف فيه الأخبار والأشعار وجمعها في عشرة كتب؛ كل كتاب بمثابة باب.
فالكتاب الأول هو كتاب السلطان، وفيه أخبار السلطان وسيرته وسياسته، إلى جانب اختياره القضاة والحجّاب والكتّاب، وفيه يكثر من النقل عن الفرس والهند مما يشير إلى تأثر الأدب العربي بأدب هؤلاء، ولكنه في موضوع القضاء لم ينقل إلّا عن أحكام العرب والمسلمين. والكتاب الثاني هو كتاب الحرب، وفيه الأخبار عن آداب الحرب ومكايدها، ووصايا الجيوش وعددها وسلاحها.
وفي الكتاب الثالث يسهب المؤلف في الحديث عن مخايل السؤود وأسبابه ويتحدث عن الذلّ والمروءة والغنى والفقر والبيع والشراء. والكتاب الرابع هو كتاب الطبائع والأخلاق المذمومة، وفيه الأخبار عن تشابه الناس في الطبائع، إلى جانب طبائع الجن والسّباع والطير والحشرات. والكتاب الخامس هو كتاب الهلم والبيان، وفيه الأخبار عن العلماء، والبيان والبلاغة والخطب والمقامات ووصف الشعر، إلّا أن المؤلّف لم يعرض للشعر بالتفصيل؛ لأنه أفرد للشعراء كتابا هو «الشعر والشعراء»، وهو إذا ذكر نتفة في هذا الكتاب، فإنما كراهية منه أن يخليه من فن من الفنون. والكتاب السادس كتاب الزّهد، وفيه أخبار الزّهّاد، ومناجاتهم ومواعظهم وذكر الدنيا والموت، ينقل فيه الكثير عن اليهود والنصارى. ثم يليه كتاب الإخوان، ويحثّ فيه على حسن اختيار الإخوان. وبعده كتاب الحوائج، ويتضمن الأخبار عن استنجاح الحوائج بالكتمان والصبر والهديّة والرشوة ولطيف الكلام. ثم الكتاب التاسع، وهو كتاب الطعام، وفيه الأخبار عن الأطعمة الطيّبة، والحلواء، وما يأكله فقراء
1 / 5
الأعراب، وما يصلح الأبدان من الغذاء والحمية وشرب الدواء، ومضارّ الأطعمة ومنافعها، إلى جانب نتف من طب العرب والعجم. وهو هنا ينقل عن كتاب الحيوان للجاحظ وكتب أرسطو، ولكنه يعرض المعلومات عرض مدرك لأمور الطب عارف بها. وأخيرا كتاب النساء، وفيه الأخبار عن اختلاف النساء في أخلاقهنّ وخلقهنّ وما يختار منهنّ للنكاح وما يكره، خلا أخبار عشّاق العرب. وهكذا اختار ابن قتيبة خير ما روي فرتّبه وبوّبه وجمع ما تشابه منه تحت عنوان واحد لكل كتاب من كتبه العشرة، فظهر أديبا حسن الذوق في الإختيار يمتاز عن غيره من الأدباء في هذا الميدان، بحيث أوصل عملية الاختيار إلى مرحلة الكمال والترتيب.
ولقد ضمّن ابن قتيبة كتابه أبياتا من الشعر مشاكلة لأخباره. ويتّضح من منهجه الذي رسمه في مقدمة كتابه أنه صاحب منهاج حديث يعتمده الكثير من أدبائنا في الوقت الحاضر، ولا يؤخذ عليه سوى استطراده أو تكراره لأخبار نحن بغنى عنها.
وهذا الكتاب صدى لشخصية صاحبه، فهو أديب رفيع الذوق في انتخاب الأخبار، مثقف ثقافة واسعة، كثير الميل إلى الأدب والتاريخ. كما يعدّ كتابه مرجعا ذا فائدة كبيرة في عالم الأخبار والأدب، والمؤلّف فيه صاحب ملكة مرهفة للتعبير النثري الدقيق، مما جعله فريدا بين كتب القديم وأحد مصادر النقل الرئيسية، تأثّر به ابن عبد ربه في كتابه «العقد الفريد» كثيرا سواء في الترتيب والتبويب أو فيما جاء به من موضوعات.
ورغم أنه طبع غير مرة في غير بلد فإني رأيت أن أعنى به لما فيه من تصحيف وتحريف ونقص وزيادة، فراجعته وقابلت كثيرا من نصوصه بما يوافقها في مصادر أخرى ككتاب البيان والتبيين للجاحظ، والعقد الفريد لابن عبد ربه، والأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، والكامل في اللغة والأدب للمبّرد، والكامل في التاريخ لابن الأثير وغيرها من المصادر والمراجع. ونظرت فيه
1 / 6
بدقة متناهية، وقمت بضبط ألفاظه، وأوضحت ما غمض فيه من مشكلات مكمّلا ما نقص من عباراته ومتحرّيا أصحّ ما قيل في نسبة الشعر والنثر إلى أصحابه، فجشمت الأمر معتمدا في ذلك النّصب على الراحة، فكان أن ترجمت لأكثر من ثلاثماية شخصية أدبية وعلمية وفسّرت أكثر من تسعين آية قرآنية وردت جميعها في الجزئين الأول والثاني مع تحديد العديد من المواضع والأماكن؛ لأن الجزئين الثالث والرابع قام بشرحهما وضبطهما زميلي الدكتور مفيد قمحية. وبذلك خرج هذا الكتاب في ثوب قشيب لم يعتد القراء على مثله من الطبعات السابقة التي تكاد تخلو من الحواشي والتوضيحات، راجيا أن يشبع رغبات أهل العلم وملتمسا العذر منهم إن هم عثروا فيه على خطأ؛ ذلك العصمة ليست إلّا لرب العالمين.
وارتأيت أن أتمّم عملي هذا بتقديم نبذة عن سيرة المؤلّف موجزة، فأقول: هو الكاتب أبو «١» محمد عبد الله بن المسلم بن قتيبه الدّينوريّ (بكسر الدال وسكون الياء وفتح النون والواو معا وكسر الراء وتشديد الياء) سمّي بذلك لأنه ولي قضاء الدينور مدة فنسب إليها «٢» . والدينور بلدة من بلاد الجبل عند قرميسين خرج منها خلق كبير «٣» . وقال عنه السمعاني: إنه من أهل الدينور، أقام بها مدة فنسب إليها «٤» . وقيل: المروزيّ (بفتح الميم والواو وسكون الراء ثم الزاي المكسورة والياء المشدودة) نسبة إلى مرو الشّاهجان (بسكون الهاء) ومرو الشاهجان مدينة عظمى تبعد أربعين فرسخا عن مدينة مرورّوذ، وهي إحدى كراسي خراسان، وكراسي خراسان أربع مدن؛ مرو
1 / 7
الشاهجان، ونيسابور، وهراة، وبلخ. قيل لها: مرو الشاهجان لتتميّز عن مرو الرّوذ. والشاهجان لفظ عجمي معناه «العظيم» و«روح الملك»؛ فالشاه:
الملك، والجان: الروح. ومرو هذه بناها الإسكندر ذو القرنين، وكانت سرير الملك بخراسان، وزادوا في النسبة إليها حرف الزاي فيقال: مروزيّ كما قالوا في النسبة إلى الريّ: رازيّ، وإلى إصطخر: إصطخرزيّ. ومرو رّوذ (بفتح الميم وسكون الراء وفتح الواو وتشديد الراء المضمومة وتسكين الواو) أشهر مدن خراسان، وهي مدينة مبنية على نهر، والنهر يقال له بالعجمية «الرّوذ» بضم الراء وسكون الواو، والنسبة إليها مرو رّوذيّ ومروزيّ «١» .
وأبو محمد من أصل فارسي، إذ ولد أبوه مسلم بمرو، لذا يقال له المروزي «٢» . وذكر الخطيب البغدادي والسمعاني أن ولادة أبي محمد كانت ببغداد سنة ٢١٣ «٣» هـ. وقال ابن خلكان: ولد ابن قتيبة ببغداد، وقيل:
بالكوفة «٤» . وقال النديم وابن الأنباري: ولد في الكوفة في مستهل رجب سنة ٢١٣ «٥» هـ، ولذلك يقال له الكوفي. ولم يشر ابن الأثير إلى مكان ولادته بل اكتفى بالقول: «وهو كوفي» «٦» . وقال ابن خلّكان والسمعاني والسيوطي إنه نزل بغداد فتربّى فيها وسكنها وعلى أهل العلم فيها تثقّف حتى قام فيها بمهمة التعليم مدة «٧» . وقال القفطي: ولد ببغداد ونشأ بها وتأدّب «٨» . وقال بروكلمان:
ولي ابن قتيبة قضاء الدينور ثم انتقل إلى بغداد فظل يزاول التدريس والتعليم
1 / 8
بها إلى أن توفي سنة ٢٧٦ «١» هـ. وقتيبه (بضم القاف وفتح التاء وسكون الياء وفتح الباء وبعدها هاء ساكنة) هي تصغير قتبة، بكسر القاف، وهي واحدة الأقتاب أي الأمعاء، وبها سمّي جدّه، والنسبة إليه قتبيّ (بضم القاف وفتح التاء وكسر الباء وتشديد الياء) ولذلك لقّبه الذهبي بالقتيبي «٢» . وقال السمعاني:
القتيبي والقتبي نسبة إلى جدّه قتيبة المشهور بهذه النسبة، أو إلى بطن من باهلة وهم رهط قتيبة بن معن بن باهلة ابن هلال «٣» . وليس صحيحا ما ذكره الزركلي من أنّ ابن الأنباري سماه عبد الله بن مسلمة وأنّ اسمه وقع في دائرة المعارف الإسلامية محمد بن مسلم «٤» .
وكان ابن قتيبة في نظر الخطيب البغدادي وابن خلّكان والقفطي والسيوطي وابن العماد الحنبلي ثقة دينا فاضلا «٥» . وقول الدارقطني إنه كان يميل إلى التشبيه قول مردود في نظر السيوطي؛ لأن له مؤلّفا في الردّ على المشبّهة «٦» . وأضاف السيوطي قائلا: قال البيهقي: كان ابن قتيبة كرّامّيا «٧»،
1 / 9
وقال الحاكم: إجتمعت الأمة على أنه كذّاب، وقال الحافظ الذهبي: ما علمت أحدا اتّهم القتيبي في نقله مع أن الخطيب قد وثّقه، وما أعلم الأمة أجمعت إلّا على كذب الدجّال ومسيلمة «١» . وقال ابن العماد: قال الذهبي في المغني: عبد الله بن قتيبة رجل صدوق، وقال الحاكم: أجمعت الأمة على أن القتيبي كذّاب، قلت هذا بغي وتخرص، بل قال الخطيب هو ثقة «٢» .
ولقد عاصر ابن قتيبة الجاحظ، إلّا أنه كان على خلاف معه؛ فالجاحظ معتزليّ من المتكلّمين، وهو من أهل السنّة كما يقول ابن تيميّة «٣» . سكن بغداد ودرس فيها علم الحديث دراسة واسعة على يد أساتيذ كبار، كان أوّلهم أبو يعقوب إسحاق بن أبي الحسن إبراهيم بن مخلد بن تميم بن مرة الحنظلي المروزيّ المعروف بابن راهويه. جمع هذا بين الحديث والفقه والورع وكان أحد أئمة الإسلام. عدّه البيهقي في أصحاب الشافعي، وقال أحمد بن حنبل:
إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين. وقال إسحاق عن نفسه: أحفظ سبعين ألف حديث وأذاكر بمئة ألف حديث، وما سمعت شيئا قط إلّا حفظته. له مسند مشهور. وكانت ولادته سنة ١٦١ هـ، وقيل: سنة ١٦٣ هـ، وقيل: سنة ١٦٦ هـ. رحل إلى الحجاز والعراق واليمن والشام، وسمع من سفيان بن عيينة ومن في طبقته، وسمع منه البخاري ومسلم والترمذي. سكن في آخر
1 / 10
عمره نيسابور وتوفي بها سنة ٢٣٨ هـ، وقيل: سنة ٢٣٧ هـ، وقيل سنة ٢٣٠ هـ. وراهويه (بفتح الراء وبعد الألف هاء ساكنة ثم واو مفتوحة وبعدها ياء وهاء ساكنتان) لقب أبيه أبي الحسن إبراهيم، لقّب به لأنه ولد في طريق مكة، والطريق بالفارسية «راه» و«ويه» بمعنى «وجد» فكأنه وجد في الطريق «١» .
وشيخ ابن قتيبة الثاني هو أبو حاتم السّجستاني الذي ذكره أبو الطيب اللغوي الحلبي والخطيب البغدادي وابن الأنباري فقالوا: أخذ ابن قتيبة عن أبي حاتم السجستاني وغيره «٢» . ولكن ابن خلّكان والسيوطي أفردا له ترجمة كاملة فقالا: أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشميّ السّجستاني نحويّ لغوي مقرىء، نزيل البصرة وعالمها، إذ لم يكن جوّ بغداد يحلو له ليقيم به طويلا. كان إماما في علوم القرآن والآداب، عالما باللغة والشعر وعلم العروض، وعنه أخذ المبرد فكان يحضر حلقته ويلازم القراءة عليه وهو غلام. له شعر جيد، ولكنه لم يكن حاذقا بالنحو فكان إذا اجتمع بالمازني في دار عيسى بن جعفر الهاشمي تشاغل وبادر بالخروج خوف أن يسأله بمسألة في النحو. ونشير هنا إلى أنه قرأ كتاب سيبويه على الأخفش مرّتين، وروى عن أبي عبيدة والأصمعي وغيرهما. وكان يختم القرآن في كل أسبوع.
من مصنفاته: «إعراب القرآن» و«ما يلحن فيه العامة» و«الطير» و«المذكر والمؤنث» و«النبات» و«المقصور والممدود» و«القراءات» و«الإدغام» و«الحشرات» و«الوحوش» و«السيوف والرماح» . وكانت وفاته في سنة ٢٤٨ هـ، وقيل سنة ٢٥٠ هـ، وقيل سنة ٢٥٤ هـ، وقيل سنة ٢٥٥ هـ، بالبصرة.
والجشمي (بضم الجيم وفتح الشين وبعدها ميم مكسورة وياء مشدّدة) نسبة إلى عدّة قبائل، لكل منها جشم. والسّجستاني (بكسر السين والجيم وسكون
1 / 11
السين الثانية وفتح التاء) نسبة إلى سجستان الإقليم المشهور. وقيل: نسبة إلى سجستان أو سجستانة إحدى قرى البصرة «١» .
والثالث الذي حدّث عنه ابن قتيبة ببغداد هو أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان بن سليمان بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن زياد بن أبيه الزيادي. وقد ترجم له السيوطي- نقلا عن ياقوت- فقال: كان الزيادي نحويا لغويا راوية، قرأ على سيبويه كتابه ولم يتمّه، وروى عن أبي عبيدة والأصمعي، وكان شاعرا ذا دعابة. توفي سنة ٢٤٩ هـ. ومن مصنفاته «الأمثال» و«تنميق الأخبار» «٢» .
وترجم له ابن خلّكان وذكر أحد تلاميذه ببغداد وهو أبو بكر يموت بن المزرّع العبدي البصري، وقال: قدم ابن المزرّع بغداد في سنة ٣٠١ هـ وهو شيخ كبير، فحدّث بها عن الزيادي، وأبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي، وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي «٣» . وقد ذكر القفطي هؤلاء الأساتيذ الثلاثة دون أن يترجم لهم فقال: «روى (ابن قتيبة) عن العلماء أمثال إسحاق بن راهويه، ومحمد بن زياد الزيادي، وأبي حاتم السجستاني» «٤» . كما ذكرهم الخطيب البغدادي والسمعاني وقالا: محمد ابن زياد الزيادي بدلا من إبراهيم بن سفيان الزيادي. وأضافا إليهم أبا الخطاب زياد بن يحيى الحساني «٥» .
والرجل الرابع الذي حدّث عنه ابن قتيبة هو أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي اللغوي النحوي الذي ذكره أبو الطيب اللغوي وقال: أخذ ابن قتيبة عن الرياشي وغيره «٦» . وقد ترجم له السيوطي فقال: قرأ الرياشي النحو على
1 / 12
المازني، وقرأ عليه المازني اللغة. وأضاف: قال السيرافي: كان الرياشي عالما باللغة والشعر كثير الرواية عن الأصمعي، وأخذ عن المبرّد، وله مصنفات كثيرة منها كتاب الخيل وكتاب الإبل. قتله الزنج بالبصرة بالأسياف وهو يصلي وذلك سنة ٢٥٧ «١» هـ. كذلك حدّث ابن قتيبة عن رجال آخرين نذكر منهم عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي «٢»، وحرملة بن يحيى التجيبي المتوفّى سنة ٢٤٣ هـ، وأبا الخطاب زياد بن يحيى الحساني البصري المتوفى سنة ٢٥٤ هـ. ولم يذكر ابن العماد من مشايخه سوى ابن راهويه فقال:
«سكن (ابن قتيبة) بغداد وحدّث بها عن ابن راهويه وطبقته» «٣» .
ولما اشتغل ابن قتيبة بالتدريس في بغداد تخّرج عليه تلاميذ كثر نذكر منهم ابنه أبا جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة. ولد أبو جعفر هذا ببغداد وكان فقيها قاضيا روى عن أبيه كتبه المصنّفة كلها. تولّى القضاء بمصر، وكان قدمها في ١٨ من جمادى الآخرة سنة ٣٢١ هـ، وتوفي بها في شهر ربيع الأول سنة ٣٢٢ هـ وهو على القضاء «٤» . وترجم له ياقوت في معجم الأدباء فقال: كان أحمد كاتبا، حدّث بكتب أبيه كلها بمصر حفظا ولم يكن معه كتاب، وحدّث عنه أبو الفتح المراغي النحوي، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي وغيرهما. وقال السيوطي: حدّث عن عبد الله بن قتيبة ابنه القاضي أحمد «٥» . وقال السمعاني: إنّ ابنه أبا أحمد عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله ابن مسلم بن قتيبة، المولود ببغداد سنة ٢٧٠ هـ، روى بمصر عن أبيه عن جدّه كتبه المصنّفة. وأضاف: كان حفيد ابن قتيبة ثقة «٦» .
1 / 13
كذلك روى عن ابن قتيبة أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان الفارسي الفسوي. وقد ترجم له ابن خلّكان فقال: إبن درستويه نحويّ وعالم فاضل أخذ فن الأدب عن ابن قتيبة والمبرّد وغيرهما ببغداد، وأخذ عنه جماعة من الأفاضل كالدارقطني وغيره، وأضاف قائلا: ولد ابن درستويه سنة ٢٥٨ هـ وتوفي سنة ٣٤٧ هـ ببغداد، وكان أبوه من كبار المحدثين وأعيانهم. ودرستويه (بضم الدال والراء وسكون السين وضم التاء وفتح الواو وسكون الياء) هكذا قاله السمعاني، وقال ابن ماكولا في كتاب «الإكمال»: هو بفتح الدال والراء والواو. وتصانيفه في غاية الجودة والإتقان، منها» تفسير كتاب الجرمي» و«الإرشاد» في النحو، و«الهجاء» و«شرح الفصيح» و«المقصور والممدود» و«غريب الحديث» و«معاني الشعر» و«الحي والميت» و«الأعداد» و«أخبار النحويين» «١» . كذلك ترجم له السيوطي فقال: كان ابن درستويه أحد من اشتهر وعلا قدره وكثر علمه، صحب المبرّد ولقي ابن قتيبه، وكان جيد التصنيف، وأخذ عن الدارقطني وغيره «٢» . وهنا يناقض قول آبن خلّكان السابق الذكر: «وأخذ عنه جماعة من الأفاضل كالدارقطني وغيره» «٣» .
وأضاف السيوطي قائلا: كان ابن درستويه شديد الإنتصار للبصريين في النحو واللغة «٤» . كذلك ذكره الخطيب البغدادي وابن الأنباري فقالا: «وأخذ عنه (عن ابن قتيبة) أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه وغيره» «٥» . وقال القفطي:
روى عن ابن قتيبة العلماء كولده أحمد، وأبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي «٦» .
1 / 14
وممن رووا عن ابن قتيبة نذكر أيضا أبا سعيد الهيثم بن كليب بن شريج ابن معقل الشاشي البنكثي، وقد ترجم له ياقوت فقال: أصله من ترمذ (وقيل بكسر التاء والميم جميعا، وقيل بضمهما) سكن بنكث (بكسر الباء وسكون النون وفتح الكاف) فنسب إليها. وبنكث قصبة إقليم الشاش. وكان إماما أديبا حافظا رحّالا قرأ الأدب على أبي محمد عبد الله بن مسلم ببغداد، وروى عن عيسى بن أحمد العسقلاني، وأبي عيسى الترمذي وغيرهما من أهل خراسان والعراق. روى عنه أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي. مات أبو سعيد بالشاش سنة ٣٣٥ هـ. وأضاف ياقوت قائلا: وله مسند في مجلدين ضخمين سمعناه بمرو على أبي المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد الحافظ «١» . والشاش- كما يذكر ابن خلّكان- مدينة وراء نهر سيحون «٢» .
ومن تلاميذ صاحب «عيون الأخبار» نذكر كذلك أبا محمد قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطاء البيّاني، مولى الوليد بن عبد الملك بن مروان. وقد ترجم له الحميدي فقال: إنه إمام من أئمة الحديث وحافظ مكثر مصنّف، كان من الثقة والجلالة بحيث اشتهر أمره. أصله من بيّانة، وسكن قرطبة عاصمة بني أمية بالأندلس، وبها مات سنة ٣٤٠ هـ عن سنّ عالية. سمع محمد بن وضّاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني وجماعة، ثم رحل إلى بغداد فسمع أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، وأبا محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة. من مصنفاته «أحكام القرآن» و«فضائل قريش» و«في الناسخ والمنسوخ» «٣» . كذلك ترجم له السيوطي- نقلا عن ابن الفرضي- فقال: كان ابن أصبغ بصيرا بالحديث والرجال، نبيلا في النحو والشعر، سمع ببغداد من ثعلب والمبرّد وابن قتيبة «٤» .
1 / 15
كذلك روى عن ابن قتيبة عبيد الله بن عبد الرحمن السكّري، وإبراهيم بن محمد بن أيوب الصائغ، وعبيد الله بن أحمد بن بكير التميمي «١» . ولم يذكر ابن العماد سوى اثنين من تلاميذ ابن قتيبة هما أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة وابن درستويه «٢» .
ولقد اتّسعت معارف ابن قتيبة بحيث بدا لنا حاملا صولجان المعرفة والعلم، مرتديا ثوب الجدل والحوار، مصنّفا من الفئة الأولى بين كبار العلماء والأدباء والكتّاب. تصانيفه متعدّدة النواحي تتناول معارف عصره وتعدّ من أمهات المكتبة العربية والإسلامية. وكان هدفه من أكثر مصنّفاته- كما يقول بروكلمان- أن يقدّم إلى طبقة الكتّاب وأصحاب الدواوين ما يسدّ حاجتها من الأدب والتاريخ، ولكنه تناول في اثنين من كتبه مسائل الخلاف التي كانت سائدة في عصره، فراح يدافع بقوة عن القرآن والحديث تجاه مطاعن الفلاسفة وأهل الشكّ من علماء الكلام «٣» . ولقد أقرأ جميع مؤلفاته ببغداد إلى حين وفاته، وإليكها:
١- معاني الشعر الكبير: يدور هذا الكتاب، كما هو واضح من عنوانه، حول موضوعات الشعر، وهو مطبوع في حيدر آباد، دائرة المعارف العثمانية، سنة ١٩٤٩ (٣ أجزاء في مجلدين) تحت اسم «كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني» . ولقد ذكره النديم وقال: يحتوي على اثنتي عشر كتابا، منها كتاب الفرس ويضم ٤٦ بابا، وقد عدّه القفطي «٤» كتابا مستقلا بذاته. كتاب الإبل ويضم ١٦ بابا. كتاب الحرب، عشرة أبواب. كتاب القدور، عشرون بابا. كتاب الديار، عشرة أبواب. كتاب الرياح، أحد وثلاثون
1 / 16
بابا. كتاب السّباع والوحوش، سبعة عشر بابا. كتاب الهوام، أربعة وعشرون بابا. كتاب الأيمان والدواهي، سبعة أبواب. كتاب النساء والغزل، باب واحد. كتاب الشّيب والكبر، ثمانية أبواب. كتاب تصحيف العلماء، باب واحد «١» . هذا وذكر القفطي وبروكلمان هذا الكتاب باسم «معاني الشعر» وذكره الزركلي باسم «المعاني» وقال: إنه مطبوع ويقع في ثلاثة مجلدات «٢» . ولقد ذكر حاجي خليفة كتبا لثعلب والأخفش وابن عبدوس الكوفي وابن درستويه تحمل اسم «معاني الشعر» دون أن يذكر اسم ابن قتيبة أو كتابه «٣» .
٢- عيون الشعر: ذكره ابن النديم وقال: يحتوي على عشرة كتب هي؛ كتاب المراتب، كتاب القلائد، كتاب المحاسن، كتاب المشاهد، كتاب الشواهد، كتاب الجواهر، كتاب المراكب، كتاب المناقب، كتاب المعاني، وكتاب المدائح «٤» .
٣- الشعر والشعراء: ألّفه ابن قتيبة- كما يذكر في مقدمته- في الشعراء، وأخبر فيه عن الشعراء وأزمانهم وأحوالهم وقبائلهم وأسماء آبائهم، وعن أقسام الشعر وطبقاته، وكان أكثر قصده للمشهورين من الشعراء الذين يعرفهم جلّ أهل الأدب. وله طبعات عديدة، منها طبعة دار الثقافة ببيروت، سنة ١٩٦٩، ويقع في جزئين. وورد في الفهرست ودائرة المعارف الإسلامية بهذا الإسم «٥» . وذكره أبو الطيب اللغوي باسم «الشعراء» «٦» كما ذكره ابن
1 / 17
خلّكان والقفطي والسيوطي وابن العماد الحنبلي باسم «طبقات الشعراء» «١» .
ثم عاد ابن خلكان وذكره باسم «أخبار الشعراء» «٢» .
٤- المراتب والمناقب عن عيون الشعر: ذكره النديم والسيوطي دون تعليق «٣» . وقد يكون جزء من كتاب «عيون الشعر» الذي يحتوي على عشرة كتب، من بينها كتابا «المراتب» و«المناقب» .
٥- أدب الكاتب: ذكره ابن خلّكان وقال: كان العلماء يقولون: كتاب أدب الكاتب خطبة بلا كتاب لأنه طوّل الخطبة وأودعها فوائد. وأضاف قائلا:
يحوي أدب الكاتب من كل شيء وهو مفنّن، وإن كانت الخطبة فيه طويلة لا يعني- كما يقول أكثر أهل العلم- أنه خطبة بلا كتاب «٤» . ثم علّق عليه في مكان آخر فقال: صنّفه ابن قتيبه للوزير أبي الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، وزير المعتمد بن المتوكل الخليفة العباسي «٥» . ولقد صرح ابن قتيبه بذلك في مقدمة كتابه فقال: «فالحمد لله الذي أعاذ الوزير أبا الحسن- أيّده الله- من هذه الرذيلة، وأبانه بالفضيلة ...» «٦» وذكره ابن خلدون فقال: «وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن (الأدب) وأركانه أربعة دواوين وهي: أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرّد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي. وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها» «٧» . وذكر ابن خلكان أن أبا محمد عبد الله بن
1 / 18
محمد المعروف بابن السّيد البطليوسي الأندلسي المتوفى سنة ٥٢١ هـ شرح هذا الكتاب شرحا مستوفى، ونبّه على مواضع الغلط منه، وفيه دلالة على كثرة اطّلاع الرجل، وسمّاه «الإقتضاب في شرح أدب الكتاب» «١» . وكتاب «الإقتضاب» هذا حققه مصطفى السّقّا وحامد عبد المجيد، القاهرة، سنة ١٩٨٠. وذكره حاجي خليفة وقال: قيل إن كتاب «أدب الكاتب» خطبة بلا كتاب لطول خطبته مع أنه قد حوى من كل شيء. وله شروح أفضلها شرح أبي محمد عبد الله بن محمد المعروف بابن السّيد البطليوسي، وهو شرح مفيد جدا ذكر منه أن غرضه تفسير الخطبة والتنبيه على غلطه، وشرح أبياته، وقد قسّم على ثلاثة أجزاء؛ الأول في شرح الخطبة، والثاني في التنبيه على الغلط، والثالث في شرح أبياته، وسماه «الإقتضاب في شرح أدب الكتّاب» .
ومنها شرح أبي منصور موهوب بن أحمد الجواليقي المتوفّى سنة ٥٣٩ هـ، وسليمان بن محمد الزهراوي، وأبي علي حسن بن محمد البطليوسي المتوفّي سنة ٥٧٦ هـ، وأحمد بن داود الجذامي المتوفّى سنة ٥٩٨ هـ، وإسحاق بن إبراهيم الفارابي المتوفّي سنة ٣٥٠ هـ. وشرح بعضهم خطبته خاصة كأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي المتوفّى سنة ٣٣٩ هـ، ومبارك بن مفاخر النحوي المتوفي سنة ٥٠٠ هـ، وبعضهم شرح أبياته كأحمد بن محمد الخارزنجي المتوفّى سنة ٣٤٨ هـ «٢» . وذكره بروكلمان وقال: صنّفه ابن قتيبه قبل كتاب «عيون الإخبار»، وقام بشرحه أبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي المتوفّى سنة ٣٣٧ هـ، والجواليقي، وابن السّيد البطليوسي «٣» . كما ذكره القفطي، وابن الأثير، والنديم، وابن الأنباري، والسمعاني، وابن العماد الحنبلي دون تعليق «٤» . وورد آسمه في دائرة المعارف الإسلامية مع إشارة إلى
1 / 19
أنه محقق سنة ١٩٠٠ «١» . وذكره الخطيب البغدادي باسم «أدب الكتّاب» «٢» وهذا الكتاب مطبوع في ليدن بريل سنة ١٩٠٠، وهناك تحقيق آخر لمحمد محي الدين عبد الحميد، القاهرة، سنة ١٩٦٣، وطبعة أخرى حققها محمد الدالي، بيروت، مؤسسة الرسالة ١٩٨٢.
٦- ديوان الكتّاب: ذكره النديم والسيوطي وحاجي خليفة دون تعليق «٣» .
٧- إعراب القرآن: ذكره النديم والقفطي والسيوطي وابن العماد دون تعليق «٤» . وورد في دائرة المعارف الإسلامية هذه العبارة: هذا الكتاب بالنسبة إلينا من الكتب الميّتة «٥» . وذكره ابن خلكان باسم «إعراب القراءات» «٦» . وقد يكون ذلك تحريفا من الناسخ، وكيفما اختلفت التسمية فإنهما كتاب واحد، وإنّ كتاب «القراءات» الذي سيرد اسمه بعد قليل هو غير «إعراب القراءات» .
وفي فصل «علم إعراب القرآن» ذكر حاجي خليفة عددا كبيرا من العلماء الذين صنّفوا في إعراب القرآن، دون أن يذكر اسم ابن قتيبة. من هؤلاء أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني المتوفّى سنة ٢٤٨ هـ، وأبو العباس محمد ابن يزيد المعروف بالمبرّد النحوي المتوفى سنة ٢٨٦ هـ، وأبو زكريا يحيى ابن علي الخطيب التبريزي المتوفّى سنة ٥٠٢ هـ، وأبو عبد الله حسين بن أحمد المعروف بابن خالويه وغيرهم. وأضاف قائلا: علم إعراب القرآن من فروع علم التفسير، ولكنه في الحقيقة هو من علم النحو «٧» .
1 / 20
٨- معانى القرآن: ذكره السيوطي دون أي تعليق يذكر «١» .
٩- مشكل القرآن: يبحث في قوة بيان العرب، وإعجاز القرآن ووجوهه واللحن والمتشابه منه، وقد ذكره الخطيب البغدادي، والقفطي، وابن الأنباري، والسمعاني، وابن خلّكان، وابن العماد نقلا عن ابن خلّكان، والسيوطي، وبروكلمان «٢» . وذكره النديم باسم «المشكل» «٣» وقد يعني بذلك «مشكل القرآن» أو «مشكل الحديث» . وورد في دائرة المعارف الإسلامية باسم «تأويل مشكل القرآن» «٤» . وبهذا الإسم الأخير شرحه ونشره السيد أحمد صقر، القاهرة، دار إحياء الكتب العربية ١٩٥٤. وطبع مرة ثانية في القاهرة، دار التراث، سنة ١٩٧٣. وقد جمع بينه وبين «غريب القرآن» العلامة ابن مطرّف الكناني في كتاب أسماه «كتاب القرطين»، وطبع هذا الكتاب بالقاهرة.
١٠- غريب القرآن: هو تتمة لكتاب «مشكل القرآن» وقد ذكره الخطيب البغدادي، والقفطي، وابن الأنباري، وابن خلّكان، والسيوطي، وابن العماد، والبغدادي دون تعليق «٥» . وورد في الأعلام ودائرة المعارف الإسلامية باسم «تفسير غريب القرآن» «٦»، وهو مطبوع بهذا الاسم الأخير بتحقيق السيد أحمد صقر، القاهرة، دار إحياء الكتب العربية ١٩٥٨.
١١- الردّ على القائل بخلق القرآن: ذكره السيوطي دون تعليق «٧» .
1 / 21
١٢- القراءات: ذكره النديم دون تعليق «١» . وورد في دائرة المعارف الإسلامية هذه العبارة: هذا الكتاب، بالنسبة إلينا، من الكتب الميّتة «٢» .
١٣- آداب القراءة: ذكره حاجي خليفة «٣» .
١٤- غريب الحديث: يعالج هذا الكتاب مسائل الحديث منذ الرسول ﷺ حتى معاوية، وقد ذكره النديم وقال: أحسن فيه المؤلف «٤» . وذكره الخطيب البغدادي، والقفطي، وابن الأنباري، والسمعاني، وابن خلكان، والسيوطي، وابن العماد نقلا عن ابن خلكان، دون تعليق يذكر «٥» . وذكره حاجي خليفة في فصل عنوانه «علم غريب الحديث والقرآن» فقال: جمع أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفّى سنة ٢٢٤ هـ كتابا في غريب الحديث أفنى فيه عمره حتى لقد قيل فيما يروى عنه أنه جمعه في أربعين سنة، وبقي كتابه في أيدي الناس يرجعون إليه في غريب الحديث إلى عصر ابن قتيبة، فصنف هذا كتاب «غريب الحديث» المشهور، «حذا فيه حذو أبي عبيد فجاء كتابه مثل كتابه أو أكبر منه، وقال في مقدمته: أرجو أن لا يكون بقي بعد هذين الكتابين من غريب الحديث ما يكون لأحد فيه مقال ولا غريب القرآن أيضا» «٦» . وذكره الزركلي وقال: طبع منه جزآن فقط في الهند، ومنه أجزاء مخطوطة في الخزانة الظاهرية بدمشق «٧» .
1 / 22