ملكت فلم تفخر ونلت فلم تظل ... وجدت فلم تترك على الأرض معدمًا
وصلُت فلم تترك عليها معاندًا ... ولو أنه يرقى إلى الجو سُلَّما
إليك أبا المنصور أهديت أحرفًا ... أبثك أخبارًا وإن كنت أعلما
وإني لما أوليتني من صنائع ... لاستنجد الأخبار كي اشفي الظما
واستنهض العزم السعيد وطالما ... حللت بهِ عقدًا من الهمّ مبرما
لأنعم نارًا أو لا كبت حاسدًا ... وأفضي لبانات النفوس وانعما
فشمر لشيد المجد إذ أنت أهلهُ ... وتمم على اسم الله تُدْعَ متمما
فلم يبق في الأقوام إلا حُثالة ... تهبُّ بها ريح الصبا أن تبسما
نهضنا بجيش منك يطموا عبابه ... يضيق به رحب الفضا حيث يمما
يجول بقاع الأرض شرقًا ومغربًا ... ويطوي رباها محرمًا ثم محرما
ويغشى لظى الحرب العوان كانهُ ... طنين ذبابٍ عندهُ أن ترنما
نزلنا بوادي الحوف نرعى جميلهُ ... ونذكر عهدًا كان فيه تقدما
فلما قضينا نحوهُ كل حاجةٍ ... وجئنا المراسي وهو كان محرما
صعدت بنا أَعمال صعدة شبحًا ... تبارى كأمثال الشموس تهتما
ولاحت على الأقطار أعلام يوسف ... كان شعاع الشمس منها تسنما
وصاحت طيور السعد في كل وجهة ... تبادر بالترحاب إذ كنَّ وُجَّما
فلا ملكُ إلا وأرخى قيادهُ ... ولا قائمُ إلا تولى وأَحجما
ولا حيَّ إلا استيقظوا بعد هجعة ... وكانوا سكارى قبل وذاك ونُوَّما
ولله دَرّ الأريحي محمد ... شقيقك محمود الثنا مانع الحما
فوا الله ما جشمتهُ لملمةٍ ... على مثل حد الشيف إلا تجشما
ولا قلت مهلًا يا خليلي وقد بدا ... به الشر؟ ُّ إلا كفَّ ثم تبسما
فيا ابن الملوك الغر من آل جفنه ... غدا مجدهم فوق السماك مُخيما
لأّنت صفي الود إذ أنت أهلهُ ... ولا ارتضي الاَّك ركبًا ومغنما