وحين وردت البشارة وضح الحق للمرتابين. وازدادت طمأنينة قلوب المطمئنين.
وعاين الناس هاماتٍ مقطعة ... جاءت من البحر تسري بين أمواج
تؤُمها هامةُ كانت متوَّجةً ... أَودى بها الملك الصنديد ذو التاج
ساق المظفر جيش النصر من عدَن ... يأْتم في البحر أفواج بأفواج
وأَفعمَ البرَّ حتى ضاقَ واسعهُ ... بجحفلٍ لجب الأصوات عجَّاج
من كل معاجةٍ تعدو وتسكنها ... وكل نهدٍ حموم السد معاج
كتائبُ لأبي المنصور ما فترت ... لفرط أينٍ وتهجيرٍ وأدلاج
تشق في فلوات البيد سابحه ... بحرًا من الرمل إلا أنه ساج
يا طول ذلك من جلٍّ ومرتحل ... وكثر شدٍ والجام وأسراج
حتى وردت ظفارًا بعد ما نبذت ... ما في البطون من أفلاءٍ وأمشاج
وبعد أن عقدت في عوقد فتنًا ... ما كان سالمها بالسالم الناج
ما أنعلت ثم حتى منهم انتعلت ... نصالكم من دم الأجواف ثجاج
تعسًا لسالم من غاوٍ لقد سلكت ... بهِ الغواية نهجًا شرَّ منهاج
فصار مورد أمرٍ غير مُصْدِره ... وصار ولاَّج حربٍ غير خرَّاج
أضحت بعوقد منهُ جثة طرحت ... والرأْس في كل أرض فوق معراج
رام المضاهاة جهلًا فاعتدى سفهًا ... ولا مضاهاة بين الدرّ والعاج
ولا زالت الثغور معمورة. والجيوش مؤيدة منصورة. وعقود التهاني منتظمة السلوك. والجنود المظفرية قافلة بجماجم الملوك. ما همر ركام. وسجع على فروع الأيك حمام.
ولما افتتحت ظفار كما ذكرنا انقادت حضرموت فجعل السلطان أميرها محمد بن محمد بن ناجي فأقام مدة ثم رجع إلى تعز فقيل له كيف عاملت أصحاب حضرموت قال لما حللت بشبام زاحمني رجل يقال لهُ يماني أعظمهم رجلًا فجمع عسكرًا عظيمًا لقتالي وجمعت أيضًا عسكرًا لقتاله وطاولته في الحرب حتى انفق ما كان