قال أبو نصر: يحيى بن أبي كثير العطار اليماني سالت أبا سلمة بن عبد الرحمن أي القرآن أنزل قبل ؟ فقال: يا أيها المدثر . قلت: واقراء بسم ربك الذي خلق ؟ قال : سألت جابر بن عبد أي القرآن أنزل قبل ؟ قال :قال رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] :" إني جاورت بحرا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت بين يدي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر شيئا ثم نظرت إلى السماء فإذا هو -يعني جبريل عليه السلام- على العرش فأخذتني وحشة فامرتهم فدثروني فأنزل الله عز وجل : {يا أيها المدثر } حتى بلغ {وثيابك فطهر}.
وعنه منه أيضا نحو ذلك إلى أن قال: فنظر فوقي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض فخفت منه فرقا فاقبلت إلى خديجة فقلت دثروني وصبوا علي ماء باردا فأنزل الله تعالى :{يا أيها المدثر } وعنه نحوه إلا أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] يقول :" فتر الحوي علي فترة فينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي أتاني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض فخشيت منه فرقا حتى هويت إلى الأرض فجئت إلى أهلي فقلت : دثروني زملوني فأنزل الله عز وجل {يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر}( ).
وقد روى أنه لما نزل قوله عز وجل : {وربك فكبر } قال رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] :" الله أكبر " فكبرت خديجة وفرحت وأيقنت أنه الوحي وقد قيل إن قوله تعالى : {قم فانذر } تحريض من الله أن يقوم بجد واجتهاد في الذي أمر الله عز وجل وأن يرفظ التسهيل وخاطبه الله تعالى بعادة العرب وهم يحرضون من أرادوا منه أن يقوم بنحو ذلك .
قال بعضهم :
أجدت لأمر إنما أنت حالم ويمنع منه النوم إذ انت نائم ......ألا أيها الناسي [.......] أرى كل ذي وتر يقوم بوتره ...
Page 228