وقد قرئ بتخفيف الزاي وتشديد الميم وبفتح الزاي وكسرها- ويقال : ازمل بالحمل إذا حمله وقد روى عن أبي الدرداء أنه قال: لئن فقدتموني لتفقدن زملا عظيما يريد حملا من العلم عظيما انزل الله تعالى هذه الآية حثا له صلى الله عليه وآله [وسلم] ان يقوم بأوامر الله تعالى ويهتم بما نزل الله ويشمر عن ساق والذي يهتم بالشئ يرفض الدعة ويهدر الراحة فإن كان يريد السفر خلط الليل بالنهار واستهون طي السباسب والقفار كما قال:
ومن نائم عن ليلها متزمل ......وكأين تخطت ناقتي من مفازه ...
فحين نزلت قام صلى الله عليه وآله [وسلم] وأصحابه على أقدامه حتى انفخت وتقيحت وكانوا يربطون الحبال باوساطهم فنزل التخفيف على ما تأتي الإشارة إليه إن شاء الله تعالى في الكلام على الآية المنسوخات .
وقيل لما نزل جبريل عليه السلام بالنبوة ولم يكن قد علم حاله إلا عاد خديجة رضى الله عنها فقال لها : زملوني دثروني لما رأى ما هاله وضن فلما هاله فناداه الله تعالى مناداة لطف ب{يا أيها المزمل }يريد أيها الذي تزمل : تهئ أمره للقيام بم أنزل عليه قم الله: أي اعبد من تنبأ وامتثل ما أرمك به مولاك ومن قال: إن السورة مدنية قال: سئلت عائشة عن قوله جل وعلا : {يا أيها المزمل }ما كان تزمله ذلك قالت : كان مرطا طوله أربعة عشر ذراعا نصفه علي وأنا نائمة ونصفه على رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] وهو يصلي فقيل لها ما كان فقال: والله ما كان خزا ولا قزا ولا من غزل ولا من إبريسين ولا صوفا كان سداه شعر ولحمته وبرا.
وقيل: إن الله تعالى إنما خاطبه ب{يا أيها المزمل}و{يا أيها المدثر } في أول الأمر لانه لم يكن ادى بعد شيئا من تبليغ الرسالة ولي في ذلك نظر والله الموفق.
فضلها : عن الإمام المرشد بالله عليه السلام عن أبي رضى الله عنه بالإسناد المتقدم قال ": قال رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] :" ومن قرأ سورة المزمل رفع عنه العسر في الدنيا والآخرة .
Page 226