قيل المراد بنون ما حكيته في (ألم) وقيل: إنه أراد به الحوت الذي في البحر وقيل إن الله تعالى لما خلق الأرض فتقها وبعث سبحانه ملكا من تحت العرش فهبط إلى الأرض حتى دخل تحت الأرضين السبع فوضعها على عاتقه إحدى يديه بالمشرق والأخرى بالمغرب فلم يكن لقدميه موضع قرار فاهبط الله عز وجل من الفردوس ثورا له أربعون ألف قرن وأربعون ألف قائمة وجعل قرار قدم الملك على سنامه فلم تستقر قدماها وأحدث الله تعالى ياقوتة خضرا من أعلى درجة في الفردوس غلضها مسيرة خمس مائة سنة فوضعها من سنام الثور إلى قدمه فاستقرت عليه قدماه وقرون ذلك الثور جارجة عن أقطار الأرض ومن خراه في البحر فهو يتنفس في كل يوم نفسا فإذا تنفس مد البحر وازداد نفسه وإذا رد نفسه جزر فلم يكن لقوائم الثور موضع قرار فخلق الله تعالى صخرة عظيمة فاستقرت قوائم الثور عليها فخلق الله نونا وهو الحوت العظيم فوضع الضخرة على ظهره وسائر جسده والحوت على البحر والبحر على متن الريح والريح على القدرة أقسم تعالى بالقلم لأنه لسان مبين عما أراد الكاتب وموضح معرب عن جميع المآرب ما أجرى به فهو باق على مرور الأيام وما نطق به اللسان فهو يندرس على تقضي الأعوام وقيل: هو قلم من نور طوله ما بين السماء والأرض ، وقيل : أراد الحفظة عليهم السلام وكل جائز والله الموفق .
فضلها : عن الإمام المرشد بالله عليه السلام عن أبي رضى الله عنه بالإسناد المتقدم عن النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] انه قال :ط ومن قرأ سورة ن والقلم أعطاه الله ثواب الذين حسن الله أخلاقهم "( ).
[سورة الحاقة ]
مكية إجماعا ، روى الإجماع أبو الفرج .
آياتها : اثنتان وخمسون آية في عدد أمير المؤمنين عليه السلام والكوفيين وإحدى وخمسون في البصريين .
فواصلها : إلى رأس اثنتين وثلاثين على الهاء وما بقى على الميم والنون إلا قوله سبحانه {الأقاويل} فهي على اللام .
Page 220