المقصد الثالث في ذكر عقب زيد الشهيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)
اخبار زيد الشهيد*
ويكنى أبا الحسين وأمه أم ولد، ومناقبه أجل من أن تحصى وفضله أكثر من أن يوصف (1) ويقال له حليف القرآن. ويروى أن زيدا دخل على هشام بن عبد الملك فقال له:
«ليس في عباد الله أحد دون أن يوصي بتقوى الله ولا أحد فوق أن يوصى بتقوى الله وأنا أوصيك بتقوى الله». فقال له هشام: «أنت زيد المؤمل للخلافة الراجي لها وما أنت والخلافة لا أم لك وأنت ابن أمة؟» فقال زيد: «لا أعرف أحدا أعظم منزلة عند الله من نبي بعثه الله تعالى وهو ابن أمة؛ اسماعيل بن ابراهيم، وما يقصرك برجل أبوه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن علي بن أبي طالب (عليه السلام)». فوثب هشام ووثب الشاميون ودعا قهرمانه وقال: «لا يبيتن هذا في عسكري الليلة» فخرج أبو الحسين زيد يقول: «لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا».
فحملت كلمته الى هشام فعرف انه يخرج عليه؛ ثم قال هشام: «ألستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا؟ ولعمري ما انقرض من مثل هذا خلفهم».
وكان هشام بن عبد الملك قد بعث الى مكة فأخذوا زيدا وداود بن علي بن عبد الله بن عباس، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأنهم اتهموا أن لخالد القسري عندهم مالا مودعا، وكان خالد قد زعم ذلك فبعث بهم الى يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة فحلفهم
Page 237