194

Cumdat Talib

عمدة الطالب- ابن عنبة

Genres

يدع إلا مذهب ولا ادعى إمامة، ثم تاب عن هذا الفعل ودخل الحضرة وطرح نفسه على أبي عبد الله بن الداعي وسأله مسألة معز الدولة في تقليد إمارة الموسم من مدينة السلام الى الحرم وإقامة الحج، فأوجب ابن الداعي قصده إياه وذمامه وسأل معز الدولة فقال له: أنا أقلدك ذلك وأسأل الخليفة أن يعقد لك عليه ويخلع عليك، فان شئت فاستخلف أنت هذا الرجل فأنا لا أعرف هذا وهو رجل من أهل البادية وبالأمس كان لصا، فان جنى جناية على القافلة الى أي شيء نرجع منه، فقال أبو عبد الله بن الداعي: أما أنا فلا أتقلد هذا فان رأى الأمير أن يجيب شفاعتي ويقلد الرجل وأنا أضمن له دركه وجناياته فقلده ذلك صارفا لأبي عبد الله العلوي الكوفي وعقد له وخلع عليه، وحج في تلك السنة وأقام الحج على أحسن حال وآمن مما يخاف، وما حمد الحجاج واليا كما حمدوه قبله ولا بعده سنين.

حكاية القاضي التنوخي في محمد المليط

وحكى القاضي أبو المحسن بن علي بن محمد التنوخي في كتابه المذكور: ان رجلا كان يعرف بأبي الحسين بن شاذان بن رستم السيرافي الفارسي وكان يكاشف بالإلحاد إذا أمن على نفسه ويظهر الإسلام، فخرج متجرا على الموسم وأظهر أنه يريد الحج فاعترض تلك السنة المليط القافلة ومنع الناس من السير إلا بخفارة ومنعه أمير القافلة من ذلك، فهم بالغارة عليها وتحدث الناس بذلك فقال ابن شاذان لأمير القافلة: أرسلني اليه برسالتك.

وكان يعرفه طيبا، فقال له: أي شيء تقول له؟ قال: أمضي وأقول له: يا هذا نحن قوم من فارس وغيرها من البلدان لا نسب لنا في العرب ولا رغبة، فجاء أبوك الينا فضرب أدمغتنا بالسيوف وقال تعالوا حجوا هذا البيت فقلنا له السمع والطاعة، وجئنا على أن نحج اليه جئت أنت الآن وقلت لا أدعكم إلا بدراهم لا تجب فان لم تطيعوني لا أمكنكم إن كان قد بدا لكم فالله قد أقالكم ونحن أيضا قد بدا لنا فنرجع من حيث جئناك. فضحك منه، وقال: هذا.

إن سمعه العلوي منك قتلك. وأنفذ غيره في الرسالة واصطلحا وسار الناس الى حجهم.

ومن هذا المليط رهط المليطة والملطة أيضا؛ قال ابن طباطبا: فمن ولد محمد الثائر أبو

Page 200