248

ʿUmdat al-ḥuffāẓ fī tafsīr ashraf al-alfāẓ

عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ

Editor

محمد باسل عيون السود

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

الثلة: الجماعة من الناس، وأصله من ثلة الغنم وهي جماعتها. ويقال لصوفها أيضًا: ثَلةٌ، وذلك بفتح الثاء بخلاف ثُلة الناس، فإنها بالضم فقط. فباعتبار الاجتماع قيل للجماعة من الناس: ثُلة، وكأنهم غايروا بين الجماعتين ليقع الفرق. قال: [من الرجز]
٢٤٤ - لو أن نوقًا لك أو جمالًا ... أو ثلةً من غنم إما لا
وأثللث عرضه وثَللتُه فهو مُثَلٌّ ومَثْلولٌّ أي أسقطت منه ثُلةً. ورئي عمر ﵁ في المنام فسئل عن حاله فقال: «كاد يُثَلُ عرشي»، كنى بذلك عن هول المطلع. وإذا كان الحال كذا مع الفاروق فما ظنك بنا؟ قال القتيبي: العرض هنا إما كنايةٌ عن سرير الملك، وإما عن عرش الملك، وهو بيت ينصب من عيدان ويظلل، وأيهما كان فهدمه هلكةٌ لصاحبه. فكنى بذلك ﵁ عن شدة الأمر وتفاقمه. وقيل: ثللت عرشه: هدمته. وأثللته: أمرت بإصلاحه. فالهمزة فيه للقلب، أي أزلت ثله وثللت كذا: تناولت ثلة منه.
والثلل: قصر الأسنان لسقوط ثلة منها. وأثل فوه. سقطت أسنانه: تثللت الركية: تهدمت، وفي الحديث: «لا حمى إلا في ثلاث: ثلة البئر»؛ قال أبو عبيد: هو أن يحفر في أرضٍ غير ملك لأحدٍ، فله من حواليها ما تلقي فيها ثلة البئر، أي ما يخرج من ترابها
فصل الثاء والميم
ث م د:
قوله تعالى: ﴿وأما ثمود فهديناهم﴾ [فصلت: ٤١]، فثمود مشتق من الثمد، وهو الماء القليل الذي لا مادة له. وكان لهم ثمدٌ قسمه صالحٌ بينهم وبين الناقة كما هو مشهورٌ في القصة. وقيل: لاشتقاق له لأنه أعجميٌ؛ فعلى الأول يمتنع من الصرف اعتبارًا بتأنيث القبيلة، وعلى الثاني باعتبار العجمة. وقرئ بالصرف وعدمه متواترًا حسبما

1 / 284