157

Cumdat Huffaz

عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ

Investigator

محمد باسل عيون السود

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

وقوله: ﴿فتمثل لها بشرًا سويًا﴾ [مريم: ١٧] إشارة إلى الملك تشبه لها في صورة بشرٍ.
وبشرت الأديم: أخذت بشرته. والبشارة: أول خبرٍ سارٍ، ولذلك لو قال لعبيده: من بشرني بولادة ذكرٍ فهو حر، فبشروه جميعًا دفعًة واحدًة عتقوا جميعًا. وإن بشروه على التعاقب عتق أولهم فقط بخلاف قوله: من أخبرني، فإن من أخبره أولًا كان أو آخرًا عتق. وهل يختص بالسار؟ المشهور نعم، ولا يقع في شر إلا على سبيل التهكم كقوله تعالى:﴾ فبشرهم بعذابٍ أليمٍ ﴿[آل عمران: ٢١] يعني أن أسر ما يسمعون من الخبر بما ينالهم من العذاب، ونحوه: [من الوافر]
١٦١ - تحية بينهم ضرب وجيع
وقيل: يستعمل في الخير والشر، لأن البشارة عبارة عن خبرٍ يتغير له البشر، وذلك يكون في الشر كما يكون في الخير، وقد أتقنت الكلام في ذلك في غير هذا الموضوع. ويقال: بشرت وبشرت، خفيفًا ومثقلًا، وأبشرت كأكرمت. قال: [من الطويل]
١٦٢ - بشرت عيالي إذ رأيت صحيفة ... عليك من الحجاج يتلى كتابها
وقرئ يبشر ويبشر، ولم يرد في القرآن الماضي إلا مثقلًا. قال الراغب: بين هذه الألفاظ فروق، فبشرته عام، وأبشرته نحو أحمدته، وبشرته على التكثير. ومن ورود أبشر في القرآن قوله:﴾ وأبشروا ﴿[فصلت: ٣٠] فقد جاءت ثلاث لغاتٍ في القرآن، إلا أنه لم يرد من ماضيها إلا التكثير كما تقدم.
وتباشير الصبح: أوله. وتباشير الوجه: ما يبدو من سروره. وتباشير النخل: ما يبدو من رطبه.

1 / 193