323

Cumdat Ahkam

عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم

Investigator

الدكتور سمير بن أمين الزهيري

Publisher

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

قال أحمد بنُ حنبلٍ: أصحُّ شيءٍ في هذا الباب حديثُ رافع بن خديجٍ. وقال عليُّ بنُ الْمَدِيني: أصحُّ شيء في هذا البابِ حديثُ ثوبانَ، وشدادِ بن أوسٍ (١). ١٣ - باب تعجيل الإِفطار ٣٨٨ (١٩٨) - عن سهل بنِ سَعْدٍ؛ أنّ رسولَ الله ﷺ قال: "لا يزالُ الناسُ بخير ما عجّلوا الفِطْرَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (٢).

(١) ومن قوله: "وفي الباب ... " إلى هنا هذا كله كلام الترمذي في "السنن" (٣/ ١٤٥) وتمامه: "وقد كره قوم من أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم، الحجامة للصائم. حتى أن بعض أصحاب النبي ﷺ احتجم بالليل، منهم أبو موسى الأشعري، وابن عمر. وبهذا يقول ابن المبارك". قلت: نعم. صح حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم"، ولكنه منسوخ، فقد صح عنه ﷺ أنه احتجم وهو صائم، كما روى ذلك البخاري في "الصحيح " (٤/ ١٧٤/ فتح). وصح -أيضًا- عنه ﷺ أنه أرخص في الحجامة للصائم، فدل على أن الحجامة كانت تفطر في أول الأمر، ثم نسخ ذلك، إذ الرخصة لا تكون إلا بعد العزيمة، كما قال ابن حزم ﵀: "صح حديث أفطر الحاجم والمحجوم بلا ريب، لكن وجدنا من حديث أبي سعيد: أرخص النبي ﷺ في الحجامة للصائم، وإسناده صحيح، فوجب الأخذ به؛ لأن الرخصة إنما تكون بعد العزيمة، فدل على نسخ الفطر بالحجامة، سواء كان حاجمًا أو محجومًا". (٢) رواه البخاري (١٩٥٧)، ومسلم (١٠٩٨). وقال ابن دقيق العيد (٢/ ٢٣٢): "تعجيل الفطر بعد تيقن الغروب مستحب باتفاق العلماء، ودليله هذا الحديث، وفيه دليل على الرد على المتشيعة الذين يؤخرون إلى ظهور النجم، ولعل هذا هو السبب في كون الناس لا يزالون بخير ما عجلوا الفطر؛ لأنهم إذا أخروه كانوا داخلين في فعل خلاف السنة، ولا يزالون بخير ما فعلوا السنة". =

1 / 234