============================================================
وذهب العلماء إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حوضين؛ أحدهما: قبل الصراط. والآخر: بعده(1).
أي شيء أفضل من هذا؟ . فيقول: رضاي. فلا أسخط عليكم بعده أبداء . انظر: صحيح مسلم. الجزء الأول 1- كتاب الايمان. (81) باب معرفة طريق الرؤية - الحديث رقم: .(183) -302 (1) قال أبو عبد الله القرطبي في التذكرة ": ذهب صاحب القوت " وغيره إلى أن الحوض يكون بعد الصراط، وذهب آخرون إلى العكس، والصحيح، أن للنبي صلى الله عليه وسلم حوضين أحدهما في الموقف قبل الصراط والآخر داخل الجنة وكل منهما يسمى كوثرا.
قال العلامة القسطلاني في شرحه للبخاري : وفيه نظر لأن الكوثر نهر داخل الجنة كما تقدم ال ويأتي، وماؤه يصب في الحوض، ويطلق على الحوض كوثر لكونه يمد منه، فغاية ما يؤخذ من كلام القرطبي أن الحوض يكون قبل الصراط، فإن الناس يردون الموقف عطاشى فيرد المؤمنون الحوض وتتساقط الكفار في النار بعد أن يقولوا ربنا عطشنا، فترفع لهم جهنم كأنها سراب فيقال: ألا تردون؟ فيظنونها ماء فيتساقطون فيها. وقد أخرج مسلم من حديث أبي ذر ان الحوض يشخب فيه ميزابان من الجنة، وله شاهد من حديث ثوبان، وهو حجة على القرطبي لا له، لأنه قد تقدم أن الصراط جسر جهنم وأنه بين الموقف والجنة وأن المؤمنين يرون عليه لدخول الجنة، فلو كان الحوض دونه لحالت النار بينه وبين الماء الذي يصب من الكوثر في الحوض، وظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها، وفي حديث ابن مسعود عند أحمد" ويفتح نهر الكوثر إلى الحوض* وقدقال القاضي عياض: ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الحوض من شرب منه لم يظا بعدها أبدا يدل على أن الشرب منه يقع بعد الحساب والنجاة من النار، 42
Page 363