308

============================================================

سبحانه وتعالى(1).

(1) فالمعجزات كلها التي خلقها مولانا جل جلاله على أيدي أنبيائه حصلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- دالة على صدقهم، ووجوب اتباعهم، لأنها شواهد قاطعة، ودلائل على صدقهم واضحة ساطعة، فلا يجوز عليهم خلف، ولا كذب في إخباراتهم، ولا خلل- وان قل - في جميع محاوراتهم. وأجمع المسلمون على أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم - ال وسائر أنبياء الله تعالى، لا يجوز عليهم خلف في القول في إبلاغ الشريعة، والإعلام بما أخبروابه عن ربهم، وما أنزله من أمانة الوحي لديهم، لا على وجه العمد، ولا على غير العمد، ولا في حال الرضا، ولا في حال السخط، والصحة والمرض. وفي حديث عبد الله اال بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فيما رواه الامام أحمد في المسند - قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش فقالوا: إنك تكتب كل شىء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشر، يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: اكتب، فو الذي نفسي بيده ما خرج مني الاحق. [مسند الإمام أحمد 12/2]. فقد عصمه الله سبحانه في جميع أحواله في نومه ويقظته، فكان صلى الله عليه وآله وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه، وكذا جميع آنبياء الله ورسله، تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، فهم صلوات الله وسلامه عليهم وإن كانوا من البشر والبرية؛ فقد قامت البراهين والأدلة القطعية، وأجمعت الأمة الإسلامية المحمدية أن الله تعالى أخرج أفعالهم وصفاتهم على جبلة البشرية، فقلوبهم مع الله، وحركتهم بالله، ال ولله، ورجوعهم في جميع أحوالهم إلى الله، وإنماهم مع الخلق بأبشارهم، ومع الحق سبحانه بأرواحهم، لا تطرأ عليهم الآفات البشرية، ولا يتصفون بالتغيرات والأخلاق غير المرضية . وكان سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وآله وسلم قد حاز جميع المعاني اللائقة بذاته الشريفة، فكان أفضل النبيين، وسيد المرسلين، وإمام المتقين، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.

485

Page 308